ترك برس

يومًا بعد يوم تُقْدم المؤسسات التعليمية التركية على إنجاز مبادرات خلّاقة تعكس مدى التربية الأخلاقية التي ينهلها الطلبة من معلميهم ومشرفيهم لتتحول مع الوقت إلى سلوك أخلاقي يحتذى به وينال الاحترام والتقدير.

وخلال الأيام القليلة الماضية رصدت "ترك برس" ثلاثًا من تلك المبادرات السامية التي تستحق الوقوف عندها والإشارة إليها، اثنتان منها جماعية وأخرى فردية.

المبادرة الأولى انطلقت من مدرسة "أنافارتالار" الابتدائية، حيث أقدمت إدارتها على استثمار مخلفات المدرسة من الكراسات والأوراق وذلك من خلال بيعها مقابل تأمين ملابس وحاجيات لأطفال محتاجين في قضاء "غازي أمير" التابع لولاية إزمير، ويرمي المشروع إلى نشر الوعي بين الطلاب وحثهم على عدم رمي المخلفات الورقية في الباحة وتخصيص سلال لها داخل الصفوف، وكذلك تم إبلاغ أولياء أمور الطلاب لعدم رمي الأوراق في المنزل وإرسالها للمدرسة للاستفادة منها في إطار المشروع.

وتمكنت المدرسة من جمع أكثر من خمسة أطنان من الورق خلال الشهرين الأخيرين، تم بيعها وشراء ملابس وحاجيات لحوالي مئتي طفل.

وتتوقع إدارة المدرسة زيادة الكمية مستقبلًا بعد تجاوب الأهالي مع المبادرة بعد اطلاعهم عليها.

أما المبادرة الثانية فانطلقت من أحد المراكز الثقافية التابعة لولاية "قسطمونو" شمال تركيا، وهي عبارة عن افتتاح ندوة (بوفيه) للطلاب بدون محاسب، حيث يشترون منه الأطعمة والمشروبات ويضعون الثمن المحدد دون المطالبة من أحد. وقد تمت تسمية البوفيه "بوفيه المسؤولية" ضمن إطار مبادرة "مشروع غرس القيم".

والدافع لهذه المبادرة كان تردّد الطلاب إلى المركز الثقافي خلال ساعات المساء بعد انتهاء دوامهم المدرسي حي يحتاجون إلى الطعام، وبذلك يكون المشروع قد لبّى احتياج الطلاب للطعام فضلًا عن زرع روح المسؤولية بداخلهم.

وقد تم تعليق لائحة أسعار للأطعمة والمشروبات ليتمكن الطلاب من معرفة ثمن الطعام والمشروبات التي يشترونها ومن ثم يتركون النقود في المكان المخصص لها داخل البوفيه. إضافة إلى ذلك يصدف وجود طلاب لا يمتلكون نقودًا، فيتناولون ما يشاؤونه على يجلبون ثمنه في وقت لاحق.

الجدير بالذكر أن "بوفيه المسؤولية" الذي يرتاده الطلاب من جميع المراحل الدراسية يحقق أرباحًا مادية تعود بالفائدة على المركز رغم عدم وجود المحاسب، حيث أن عائداته تخصص لشراء هدايا لتكريم طلاب المركز، لاسيما لدى نيلهم جوائز في المسابقات المختلفة التي يشاركون فيها.

أما المبادرة الثالثة والأخيرة، وهي فردية، فتعود للطالبة التركية "رويدا جيدا" في ولاية كيليس جنوب تركيا. حيث قامت الطالبة المذكورة بشراء أقلامًا ودفاتر من نقودها التي ادّخرتها من مصروفها الشخصي وقامت بتسليمها لجمعية خيرية، طالبة إيصالها لأقرانها السوريين.

ورويدا طالبة في الصف السادس الابتدائي في مدينة كيليس، سلّمت مجموعة القرطاسية إلى مسؤولي "جمعية الخير" في الولاية، وطلبت من مدير الجمعية السيد "محمد عاكف رسلان" تسليمها بدوره إلى طلاب سوريين بحاجة لها. وبهذا الصدد يقول رسلان "إن تصرف الطالبة ومشاعرها تجاه أقرانها السوريين يشكل نموذجًا يحتذى به".

أما الطفلة جيدا فتقول: "إن على جميع الأتراك تقديم يد العون للمحتاجين من السوريين، كل وفق استطاعته".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!