حسن بصري يالتشن –صحيفة تقويم- ترجمة وتحرير ترك برس

الجميع متحمس في تاريخ 19 أيار / مايو، لمعرفة النتائج التي سيتمخّض عنها اللقاء الثنائي الذي سيُعقد بين ترمب وأردوغان. إذ سيتبيّن بعيد اللقاء الشكل الذي ستتخذه العلاقات التركية-الأمريكية في المستقبل، وكذلك سيتم تناول ملفي سوريا وحزب الاتحاد الديمقراطي. ومن الأصح قولنا: "إن قرار أمريكا النهائي فيما يخص حزب الاتحاد الديمقراطي، سيؤثر في سير العلاقات الثنائية بين تركيا وأمريكا. فقد تم الدخول في مرحلة حاسمة، وتركيا مستاءة جدا.

ستشرح تركيا للولايات المتحدة الأمريكية عن موقفها الأخير، وستطلب من الرئيس الأمريكي ترمب أن يحدد خياره، ولا سيّما أنّ موضوع دعم أمريكا حزبَ الاتحاد الديمقراطي، وصل إلى حدّ غير مقبول بالنسبة إلى تركيا.

موقف القيادة المركزية الأمريكية من حزب الاتحاد الديمقراطي، خرج من كونه موضوعا له علاقة بعملية عسكرية، ليتحول إلى أمر يرسم الموقف السياسي لأمريكا. ستطلب تركيا من ترمب التصرف بما يتطابق مع حقوق دولة حليفة، وستطلب منه قطع الصلة مع حزب الاتحاد الديمقراطي. وستقترح تركيا عليه مقابل ذلك صداقتها. وفي حال لم تقبل أمريكا بالعرض التركي، ستضطر تركيا إلى رسم طريقها بمفردها، ومن الممكن أن تكون هذه الطريق صعبة وخطيرة للغاية، ولكن لا بد من اتخاذ بعض الخطوات.

كثيرون لا يتوقعون خروج اللقاء الثنائي بمفاجآت، إلى الآن لا توجد لدى ترمب الجرأة والقوة الكفيلة لاتخاذ قرارت أشبه ما تكون بنقطة انعطاف. احتمالية تحمل مجازفة، والخروج باستراتيجية جديدة فيما يخص الملف السوري ستعتمد على سير تطور الأمور. كما كان الأمر لدى الهجوم الكيماوي، فهذه الحوادث المهمة هي التي تتحكم بسير التطورات، وتجبر ترمب على اتخاذ موقف حاسم، وإلا ترمب سيتهرّب من القيام بخطوات جديدة، إلا إذا حدثت تطورات كبيرة لافتة.

وعلى الأغلب ستحاول أمريكا أن تساير وتماطل مع تركيا، وهذا هو الجو العام في أمريكا، ومفاده "نحن ندعمكِ تركيا ضد تنظيم بي كي كي، وفي المقابل عليكِ أن تغضي الطرف عن حزب الاتحاد الديمقراطي"، وبهذا الشكل ستحاول عدم كسب سخط تركيا.

حزب الاتحاد الديمقراطي من الفاعلين الأقل تكلفة على الأرض بالنسبة إلى أمريكا، ولكن في الوقت نفسه تعد تركيا بالنسبة إلى أمريكا عنصرا فاعلا لا يمكن الاستغناء عنه في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

إن كانت القضية فقط تطهير الرقة من داعش، فقد يبدو حزب الاتحاد الديمقراطي مهما، كما ترى الأمر القيادة المركزية الأمريكية. ولكن عندما تنظرون إلى الأمر كقضية شرق أوسط حينها سيكون من المحال تجاهل دول تركيا.

حزب الاتحاد الديمقراطي من الفاعلين الأقل تكلفة على الأرض بالنسبة إلى أمريكا، ولكن في الوقت نفسه تعد تركيا بالنسبة إلى أمريكا عنصرا فاعلا لا يمكن الاستغناء عنه في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

إن كانت القضية فقط تطهير الرقة من داعش، فقد يبدو حزب الاتحاد الديمقراطي مهما، كما تفعل القيادة المركزية الأمريكية. ولكن عندما تنظرون إلى الأمر كقضية شرق أوسط حينها سيكون من المحال تجاهل دول تركيا.

القيادة المركزية الأمريكية لا ترى الآن سوى عملية الرقة، ولكن السياسي عليه أن يفكر في نطاق أوسع. وفي هذه الأثناء على تركيا أن توضح لأمريكا أنّه من يطارد عصفورين يفقدهما معا، وعليها أن تدفع بـ ترمب للقيام بالخيار.

أظن أنّ أهم ما سيكون في هذه الزيارة هو دفع أمريكا للقيام بهذا الخيار، أي أن تضع أمريكا أمام خيارين "تركيا أم حزب الاتحاد الديمقراطي"، وفي حال حظيت التوقعات التركية بالقبول فذلك أمر جميل، وفي حال لم تحظ بالقبول، عندئذ تركيا ستختار طريقا مختلفا.

وأنا عندما أقول ما سبق، فأنا على دراية بالنتائج التي ستترتب على تركيا إزاء بقائها في مواجهة مع أمريكا. ولكن في الوقت نفسه أدرك تكلفة القبول بحزب الاتحاد الديمقراطي أيضا. ففي حال قبلت تركيا بحزب الاتحاد الديمقراطي ستخسر لا محالة.

إن إنشاء أي دولة إرهاب في الجوار من تركيا، قد تكلفها كثيرا. باختصار النتيجة واضحة من الآن في حال قبلت تركيا بحزب الاتحاد الديمقراطي، وغضت الطرف عنه..

في حال ضربت تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي فإن ذلك يعني أن هناك فرصا لوجودها واستمراريتها.

هل ستدخل أمريكا في حرب مع تركيا، وهي التي تتهرّب من حرب مباشرة في سوريا، وتلجأ إلى استخدام حزب الاتحاد الديمقراطي بدلا من ذلك؟

الجواب بالطبع لا، حتى وإن وصل الحال إلى ذلك، في بعض الأحيان الدول تدخل في مجازفات كبيرة في سبيل بقائها. فهناك مراحل حساسة، وتركيا في واحدة من تلك المراحل

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس