حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يلفظ الاقتصاد السوري أنفاسه الأخيرة بعد حرب دامت عشر سنوات. بدأت الأزمات الاقتصادية تثير الشكوى حتى في أوساط أقرب المؤيدين للأسد. 

بدأت المظاهرات حتى لدى الحاضة الشعبية للنظام. ويبدو توقيف رامي مخلوف، ابن خال الأسد وأحد ممولي الحرب، تطورًا في غاية الأهمية. 

من الواضح أن الأسد يسعى للحصول على المال باللجوء إلى كافة الأساليب. وفي الأثناء، بدأ يلحق الضرر حتى بالدائرة القريبة منه.

نعلم أن الأسد يفعل كل شيء لإنقاذ نفسه، وقد يكون يستخدم موارده الأخيرة. تصرفه بهذا الشكل يحمل مخاطر كبيرة، فالمقربون منه سيشعرون أنهم لم يعودوا في أمان. 

واستيلاء الأسد على أملاك هؤلاء ربما يحدث صدعًا في الحاضنة الشعبية. وقد يكون الاضطرار لوضع اليد على أموال الأقلية الحاكمة واحدًا من أخطر أخطاء الأسد. 

تنتشر في الشارع الروسي أقاويل عن ضرورة التخلي عن الأسد. وإذا تفاقمت المشاكل الاقتصادية قد تضحي موسكو بالأسد. وربما يكون هذا في صالح روسيا. 

لكن ليس من المهم من يرحل ومن يأتي. لا أحد يعتقد أن من سيأتي بعد الأسد سيكون أفضل منه. لذلك يجب ألا نفكر بأن الحرب السورية تضع أوزارها. 

على العكس، في حال حدوث تغيير فإنه سيكسب النظام وقتًا، لكنه سيواصل مواجهة المشاكل في ظل هذه الظروف الاقتصادية. 

وجميعنا نعرف أن روسيا لا تملك خيار دعم النظام اقتصاديًّا. فهي تعيش مشاكل لتمويل عملياتها ناهيك عن إنعاش الاقتصاد السوري. 

في هذا السياق، ينبغي على تركيا التخطيط جيدًا. بطبيعة الحال من المفضل رحيل الأسد وانهيار نظامه، لكن إن كان رحيله سيكسب النظام الوقت ويعزز موقف روسيا فإن من الواجب التمعن والتفكير فيه. 

أعتقد أنه يجب عدم التعجل. تركيا ضمنت أمنها في سوريا. وما بعد ذلك هو مشكلة روسيا. لكن مهما كان من أمر فإن معاناة النظام السوري من مشاكل اقتصادية قد توسع من نطاق التحرك وتزيد فرص المساومة لتركيا في مواجهة روسيا.

بعد تنفيذ العمليات العسكرية أصبحت تركيا في وضع مريح. حاليًّا وجهنا أنظارنا إلى ليبيا. لكن بعد فترة معينة، ربما تكون التطورات جيدة في سوريا. 

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس