أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

سمعنا في اليومين الماضيين أنّ "أمينة أولكار تارهان" التي استقالت من حزب الشعب الجمهوري، تريد الانضمام مع مجموعة أخرى من أعضاء الحزب المعارض، إلى حزب العمال، وحتى أنّ بعض التسريبات تشير إلى نيتها ترأس هذا الحزب.

وفي المحصلة سيتم تأسيس حزب جديد اسمه حزب الأناضول، وسيكون مؤسس الحزب تارهان، وبالتالي ستكون رئيسة له. تارهان وحسب تاريخها وماضيها السياسي فإنها تسعى إلى تأسيس حزب من القوميين، وهذا ما يبدو واضحا وجليا من الأسماء التي تسعى إلى ضمها لحزبها الجديد.

إذا ما أردنا الحديث عن الأحزاب القومية في تركيا، فإنّ علينا أن نبدأ بحزب الشعب الجمهوري، سواء أكان فعلا حزبا قوميا، أو شبه قومي، أو حتى إذا كان في الأمس قوميا واليوم ليس كذلك.

وفي إطار الأحزاب القومية فإنّ "دوغو برينتشيك" ما زال رئيسا لحزب العمال، والذي ما زال مستمرا في الصمود في وسط المعمعة السياسية التركية، وبالرجوع إلى التاريخ الماضي فإنّ الحزب الشيوعي التركي أيضا كان حزبا قوميا برغم ما يحمله اسمه من كلمة "شيوعية"، وكان حزبا سياسيا قويا في ذلك الوقت.

تأسيس حزب الأناضول الجديد من قبل تارهان، لن يؤثر سياسيا سوى على حزب الشعب الجمهوري، فرغم كل الخلافات التي كانت في السابق داخل حزب الشعب الجمهوري، وخصوصا مع القوميين، لم ينفصل القوميون إلا اليوم، وهذا يشير إلى القوة الفعلية للقوميين داخل الحزب المعارض، وبانسحابهم وبتأسيسهم لحزب جديد، سيشكل ذلك ضربة قاضية لحزب الشعب الجمهوري المعارض، إذا ما انسحب كل القوميين من الحزب.

قلت برغم كل الخلافات، لأنني أقصد تحديدا هنا تعيين مرشح حزب الشعب الجمهوري لانتخابات رئاسة الجمهورية، وحملته الانتخابية الفاشلة، والتي عارضها القوميون بشدة داخل حزب الشعب الجمهوري الذي رشح أكمل الدين إحسان أوغلو، وغيرها من الخلافات الداخلية التي جرت في الحزب، وخصوصا بين الأسماء التي كانت تريد الفوز بزعامة الحزب.

هذا لا يعني أن هناك مستقبلا باهرا ينتظر حزب الأناضول، فالهيئة المؤسسة لهذا الحزب لا تضم سوى أمينة تارهان من حزب الشعب الجمهوري، وهذا لأن الحزب الجديد لن يستطيع تحضير نفسه لخوض الانتخابات العامة القادمة في حزيران 2015، وبالتالي فإن القوميين في حزب الشعب الجمهوري يريدون دخول تلك الانتخابات دون الانفصال عن الحزب الأم، وبعدها سيكون لكل حادث حديث.

يحاولون الآن تشغيل منطق "أنْ لا نقسم قوتنا أمام حزب العدالة والتنمية"، وخصوصا بعد قرب الانتخابات العامة الهامة خلال العام المقبل، وبهذا قد يحافظ حزب الشعب الجمهوري مؤقتا على بنيته وعلى هيئته القائمة حاليا حتى حزيران من العام المقبل.

الحزب الأم الذي يتبنى فكرة القومية ويحافظ عليها في الأساس هو حزب الشعب الجمهوري، ومهما حاول حزب الأناضول تشكيل جبهة جديدة، فلن يستطيع أن يكون له أي تأثير واضح وملموس، شأنه شأن كل الأحزاب التي انفصلت عن أحزابها الأم عبر التاريخ التركي الطويل، فإذا لم يحدث تطورات مفصلية وهامة، فإن حزب الأناضول سيخرج من الانتخابات العامة القادمة بخفي حنين، ولن يستطيع التأثير كثيرا على نتائج الانتخابات.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس