محمد أوجكتان -صحيفة قرار- ترجمة وتحرير ترك برس

سنرى في الأيام المقبلة النتائج التي سيتمخض عنها لقاء أردوغان بـ ترمب، وكذلك سنرى ما ستجلبه وعود أمريكا بالنسبة إلى تركيا، ولكن كلنا يعلم بأن الموقف الأمريكي، قبل عقد اللقاء الثنائي، لم يكن مبشرا إلى حدّ كبير بمستقبل العلاقات بين البلدين. وخصوصا أنّ إمداد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح قبل أسبوع من اللقاء، كانت خطوة نسفت مفهوم الصداقة.

ولا أحد يعلم إن كان المناخ العام الذي انعكس في البيت الأبيض خلال اللقاء، قادر على إصلاح ما أُفسد أم لا. لو أنّ ترمب وضع حزب الاتحاد الديمقراطي خارج المعادلة، أي بتعبير آخر، لو أنّه قال صراحة: "لن نمدّ الحزب بالسلاح، لكان من السهل حينها قولنا: "بدأت نسائم الربيع تهبّ في العلاقات الثنائية بين البلدين. ولكن في الوقت الحالي لا يوجد سوى الأماني وحسن النوايا التي تم التعبير عنها. ولا نعلم بتفاصيل اللقاء الدقيقة.

ولكننا على قناعة بأن ترمب وفريقه سيراعون حساسية تركيا تجاه تنظيم بي كي كي، وأفضل تخمين سيكون إنشاء قاعدة تعاون استخباراتي فيما يخص تنظيم بي كي كي بين البلدين.

هناك حقيقة مفادها، أنّ محاولات أمريكا لإرضاء تركيا، أيّا كانت لن ترضي توقعات الأخيرة. ذلك لأن حزب الاتحاد الديمقراطي جزء من محاولات تنظيم بي كي كي التوسعية. وبالتالي استمرار تقدّم حزب الاتحاد الديمقراطي في الساحة، يعني تضاعف المشكلة الأمنية بالنسبة إلى تركيا أضعافا مضاعفة.

والمشهد الذي ظهر إلى الآن يشير إلى أنّ ترمب بعيد كل البعد في الوقت الحالي عن تلبية توقعات تركيا فيما يخص حزب الاتحاد الديمقراطي.

ومن أهم الطلبات التي تقدّمت بها تركيا، هو إعادة فتح الله غولن، إذ بعيد محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا في 15 تموز / يوليو، أصبحت قضية إعادة غولن، قضية في غاية الأهمية بالنسبة إلى تركيا. ولكن الموقف الأمريكي في هذا الصدد أيضا غير مطمئن للغاية....بداية ما من أحد يعلم حدود القوة التي يتمتّع بها ترمب، أو على الأقل لا نعرف إن كانت لديه القوة الكافية لإعادته، ذلك لأن النظام القضائي في أمريكا، لا يسمح للرئيس بالتدخل....بالإضافة إلى أن الأوضاع بين ترمب والقضاء ليست على ما يرام. وخصوصا أن تفرّق القوى يحدّ من إمكانيات القادة....

عند الأخذ بعين الاعتبار الديناميات الرئيسة في أمريكا، من الواضح أنّ الأمر سيسير في مجراه وفق إطاره القضائي....

قبيل زيارة الرئيس أردوغان إلى واشنطن وقّع عدد من الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس الأمريكي على رسالة تتضمّن تحذيرات ومطالب خاصة بتركيا، ومضمون هذه الرسالة لم تكن لبقة على الإطلاق.

علينا ألا ننسى أنّ النظام المؤسس في الولايات المتحدة الأمريكية تضيّق الخناق على ترمب.

إن القضية الأساسية الآن هي المخرج الذي ستتبعه أمريكا فيما يخص دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي في ظل مواجهتا لتركيا بذلك.

عن الكاتب

محمد أوجاكتان

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس