محمد اوجاكتان -صحيفة قرار- ترجمة وتحرير ترك برس

أمس بعد مرور 998 يوما، جُمع الشمل في العاصمة أنقرة، ووضعت النقاط على الحروف. وعاد الرئيس "رجب طيب أردوغان" رسميا إلى زعامة الحزب الذي لطالما أسماه بـ "عشقي وحبي". وهذه العودة تُعدّ في الوقت نفسه بمثابة نقطة الانعطاف الفعلية الأولى في النظام البرلماني، وفي عام 2019 سيتم وضع النقطة النهائية مع الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى وقتها.

وأيّا كان الاسم الذي سنعرّف به النظام الحالي في تركيا، فإننا الآن نخطو خطوات في تركيا مختلفة عن السابق....سواء أكان من حيث شكل النظام، أم من حيث التطبيق، فإن تركيا ستُدار بوساطة نظام خاص بها، لا مثيل له في العالم.

إلى الآن تركيا واجهت عددا كبيرا من الانتقادات التي استهدف النظام الرئاسي فيها. ومن الآن فصاعدا علينا أن نصبّ تركيزنا على التطبيقات والإجراءات، ذلك لأن حزب العدالة والتنمية تمكّن من تنفيذ حملاته الاقتصادية والديمقراطية بفضل صدق تعامله مع القيم الديمقراطية.

أيا كان النظام، فإن تركيا لن تترك قيم الديمقراطية جانبا، ولن تتصرف كبلدان العالم الثالث....ولذلك عندما نقول علينا أن ننظر إلى الإجراءات.....نحاول أن نلفت الانتباه إلى المشهد الذي سيخرج به النظام السياسي الجديد وفق الإطار الديمقراطي..... ولا سيّما أن شعار حزب العدالة والتنمية خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقد أول أمس كان تحت عنوان "الديمقراطية، التغيير، الإصلاح".

إنّ رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، وزعيم حزب العدالة والتنمية، بعث خلال المؤتمر الاستثنائي برسائل مهمة حول خارطة الطريق الجديدة الخاصة بالنظام الجديد، وفي الوقت ذاته قام بعدد من التحذيرات اللافتة للانتباه....

علينا أن نخطّ بخطوط عريضة تحت التصريحات التي أدلى بها أردوغان، والتي من شانها أن تكون بمثابة إيضاح المسار الذي سيسير فيه حزب العدالة والتنمية، إذ قال: "إن حزب العدالة والتنمية هو ضمان الديمقراطية، العدالة والتنمية ضمان التغيير، إن حزب العدالة والتنمية هو عنوان الإصلاح".

ها هي الصيغة التي مكّنت حزب العدالة والتنمية من الحصول على ثقة الشعب خلال الـ 15 عاما والتي تتلخص بـ "الديمقراطية، التغيير، الإصلاح".

ولم يكتفِ الرئيس أردوغان بالتصريح الخطابي عن الديمقراطية العامة، وإنما أوضح الأهداف المادية، المحسوسة، المتعلقة بالخطوات الجوهرية الخاصة بالتطبيقات الحكومية، فقال: "لن نسمح في تركيا بعد الآن إطلاقا بأي من ممارسات التمييز والتفرقة، وعلى شبابنا ألا يقلقوا بشأن حرية التعبير، فإن شبابنا لن يتعرضوا للمضايقات التي تعرضت لها الأجيال السابقة".

وأضاف أردوغان معربا عن إصرار تركيا في ملاحقة ومحاكمة الخونة الانقلابيين: "سنواجه اليوم الخونة في الداخل والخارج بصلابة، بدلا من الوقوف في المستقبل عاجزين أمام شعبنا". وبعدها ينتقل إلى قول تلك الجملة التي لامست القلوب: "أوجّه نداء لشعبي: "قوموا باللازم لدى رؤيتكم أخيكم الذي يقف أمامكم –مشيرا إلى نفسه- في حال قام بإجراء ليس فيه خيركم".

وعلى الرغم من السلبيات التي أحاطت بالعلاقات الأوروبية التركية، فإن أردوغان أعطى رسائل واضحة فيما يخص الاتحاد الأوروبي، إذ قال: "نحن نرغب على الرغم من كل ما حصل بالاستمرار مع الاتحاد الأوروبي، والكرة الآت بملعبهم.

عن الكاتب

محمد أوجاكتان

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس