سردار تورغوت - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

بعد اتخاذها قرار تنفيذ عملية الرقة مع الأكراد في شمال سوريا بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بتسليح قوات وحدات حماية الشعب الكردية على وجه الخصوص.

ولمعرفتها الجيدة بموقف أنقرة واعتراضاتها، تقول الإدارة الأمريكية إنها اتخذت الكثير من التدابير للحيلولة دون استخدام هذه الأسلحة ضد تركيا يومًا ما، أو وقوعها في يد حزب العمال الكردستاني.

لم تكتفِ الإدارة بالقول إنها ستتخذ هذه التدابير فحسب، فأنا أعلم أنها تعمل بشكل جدي على الالتزام بتعهداتها.

أنا على ثقة أن الإدارة حسنة النية وصادقة، لكني لست متأكدًا من أنها ستتمكن من الالتزام بتعهداتها بسبب ظروف المنطقة ولأن الاحتمال كبير في تكرر أخطاء الماضي. وبصراحة الاحتمال وارد جدًّا باستخدام حزب العمال الكردستاني على الأخص الأسلحة الممنوحة لوحدات حماية الشعب ضد تركيا يومًا ما على الرغم من التعهدات الأمريكية بأن ذلك "لن يحدث".

تقرير سري

بناء على طلب تقدمت به منظمة العفو الدولية كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن بعض الوثائق السرية. ومن بينها تقرير يكشف عن أبعاد مثيرة للانتباه في قضية الأكراد والأسلحة.

يرد في التقرير المؤرخ في سبتمبر/ أيلول 2014، ويحمل توقيع "المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية" أن الجيش الأمريكي لم يتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة من أجل متابعة ومراقبة المعدات الممنوحة في إطار برنامج التدريب والتسليح في العراق.

أي أن الولايات المتحدة لم تستطع متابعة الأسلحة والمعدات المرسلة إلى المنطقة في إطار برنامج التدريب والتسليح، بشكل كامل.

ويذكر التقرير أن مصير معدات بقيمة مليار دولار غير معروف. ولا يورد التقرير توقعات عن مكان هذه المعدات لكن ليس من الصعب كثيرًا توقع أن الأسلحة والمعدات المذكورة موجودة لدى حزب العمال الكردستاني وباقي المجموعات الكردية.

الشركات الأمنية وحزب العمال الكردستاني

حتى ولو لم يكن هناك نوايا سيئة لدى الإدارة الأمريكية، فإنه من غير الممكن الحيلولة دون وقوع بعض الأسلحة والمعدات في يد حزب العمال، بسبب ظروف المنطقة فحسب. لكن هناك جهات لديها نوايا سيئة.

منحت الولايات المتحدة مناقصات لبعض الشركات الأمنية في المنطقة. وهي شركات يعمل فيها عسكريون قدامى ومرتزقة، وتتمتع بفعالية كبيرة في المنطقة. وفي بعض الأحيان تضطلع بمهمة مراقبة أسلحة الدولة في المنطقة. صدرت تقارير استخباراتية عن بيع بلاك ووتر، وهي واحدة من هذه الشركات، أسلحة إلى حزب العمال الكردستاني. كما أن الكثير من الادعاءات ثارت حول الشركة، وفُتح تحقيق رسمي بحقها.

أخبرتني بعض المصادر أن مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية شُوهدوا برفقة أشخاص مقربين من الشركة آنفة الذكر. أي أن البعض في المجموعات الكردية بشمال سوريا بدأ منذ الآن يخطط من أجل نقل الأسلحة التي ستقدمها الولايات المتحدة، إلى جهات أخرى.

مع امتزاج هذه النوايا السيئة بظروف المنطقة لا يبدو من الممكن الحيلولة تمامًا دون استخدام الأسلحة الأمريكية يومًا ما في المستقبل ضد تركيا.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس