صلاح الدين العواودة - خاص ترك برس

جاءت استضافة السّفير التركي في إسرائيل كمال اوكم للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 في بيته الاسبوع الماضي على مائدة الافطار الرمضانية مع قادة فلسطينيي الداخل مفاجئة للقيادة الإسرائيلية حتى وصفت من بعض المسؤولين الاسرائيليين بالصّادمة. مما استدعى احتجاجاً شديد اللهجة من الطرف الاسرائيلي تم نقله إلى السفير حيث تعتبر إسرائيل الشيخ رائد صلاح كمن لا يعترف بشرعيتها ولا يعترف بأي حق لها في المسجد الأقصى كما كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت مساء امس الخميس الثامن من حزيران ، وكانت إسرائيل قد حكمت على الشيخ رائد صلاح بالسجن تسعة أشهر بعد اتهامه بالتحريض على العنف وبالعنصرية كما تنظر له إسرائيل كمن يشعل نيران المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في المسجد الاقصى والقدس، وتحمله مسؤولية كثير من الاحداث .

وكان السفير التركي قد نشر على صفحة السفارة على تويتر الأسبوع الماضي صوره وهو يستضيف القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح على مائدة الافطار الرمضانية ، وهو ما فاجأ القيادة الإسرائيلية عندما رأوا السيخ برفقة السفير مما استدعى الاحتجاج. وتعتقد القيادة الإسرائيلية أن دعوة الشيخ لم تكن بمبادرة من السفير وإنما بأوامر من أنقرة، وترى إسرائيل أن توقيت هذه الدعوة اشكالياً حيث سبق هذه الاستضافة  خطاب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر وقف القدس في اسطنبول الشهر الماضي الذي قال فيه: أن كل يوم يمر على وجود القدس تحت الاحتلال هو عار علينا، وتساءل لماذا فقط 26 ألف تركي يزورون المسجد الأقصى موجهاً نداءه للاتراك المسلمين كي يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى بمئات الآلاف من المسلمين الداعمين للفلسطينيين ورداً عليها قررت وزارة الخرجية الإسرائيلية عدم الإحتجاجا رسمياً والاكتفاء بالتعبير عن الغضب فقط.

من ناحيته رفض السفير التركي الاحتجاج وقال أن دعوة الافطار مسألة اعتيادية ك (مائدة السبت عند اليهود) تماماً  وتحمل رسالة سلام واخوّة لكل الشعوب كما قال، حيث دعونا عدداً من الزعماء واستجاب الشيخ رائد صلاح لدعوتنا.

في إسرائيل لم يقتنعوا بمبررات السفير (البريئة)كما قالت الصحيفة الإسرائيلية ويعتقدون او يخافون بان هناك سياسة جديدة من انقرة تسعى إلى تسخين العلاقات مع الحركة الإسلامية وحماس، وهذا تستنتجه إسرائيل ايضاً من فيديو نشرته هيئة الاذاعة والتلفزيون التركية الرسمية ال TRT  والتي يسيطر عليها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كما تعتقد إسرائيل.

الفيلم باللغة الانجليزية يستعرض الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ومن وجهة نظر الخارجية الإسرائيلية فإنه يتبنى الرواية الفلسطينية الحمساوية ويعرض إسرائيل على انها الطرف الشرير في الصراع، وانها المعتدية وانها احتلال استعماري كولونيالي بل أن الفيلم يشرع المقاومة المسلحة للاحتلال.

الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية لم يبق صامتاً فعبرعن غضبه عبر تغريدة له في تويتر قائلاً أن ما تقوم به هيئة الاذاعة والتلفزيون التركية هو خدمة للرواية الفلسطينية الكاذبة على حد قوله وليس اعلاماً في الحقيقة.

عن الكاتب

صلاح الدين العواودة

كاتب فلسطيني خبير في الشؤون الاسرائيلية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس