ترك برس

قال دبلوماسي تركي إن الفاتيكان يعطي أهمية قصوى لمفهوم الحوار، وهو يطلق هذه التسمية على علاقاته مع الدول والطوائف الأخرى، مشيرا إلى أن تنظيم "فتح الله غولن" المعروف بالكيان الموازي، استغل هذا المفهوم لإقامة علاقات مع الفاتيكان، في الوقت الذي كان يعمل فيه لتشويه الهوية الحقيقية للإسلام.

وقام عناصر الكيان الموازي منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة التركية، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية بهدف السيطرة عليها، وأظهرت المحاولة الانقلابية العام الماضي، ذلك التغلغل بشكل صريح.

ويقيم زعيم التنظيم "فتح الله غولن"، في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه لها من أجل المثول أمام العدالة لكونه يشكل تهديدًا على الأمن القومي التركي.

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء، عن السفير التركي في الفاتيكان محمد باجه جي، قوله إن الفاتيكان يدرك حساسية تركيا تجاه تنظيم "غولن"، الذي لم يكتف بتنفيذ محاولة انقلاب غادرة، بل سعى إلى تحريف الإسلام واستغلال مفهوم الحوار لخدمة مخططاته.

ولفت السفير التركي إلى أنه طالما عبر لنظرائه الدبلوماسيين الغربيين عن هذه الحقيقة وخصوصا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، حيث التقى في ذلك الوقت سفير الفاتيكان الجديد لدى أنقرة "نونزيو بول فيتزباتريك راسل"، وقدم له شرحا مفصلا عن مجريات ما جرى ليلة 15 يوليو / تموز 2016.

وذكر باجه جي أن تنظيم "فتح الله غولن" المتغلغل في نحو 150 بلدا حول العالم أقام علاقات مؤثرة في الفاتيكان، لكن الخارجية التركية بذلت جهودا كبيرة لتوضيح حقيقة هذا التنظيم، وتمكنت خلال فترة وجيزة من إحداث تأثير في هذا الإطار، لكن وبطبيعة الحال، فإن إحداث تأثير أكبر سيحتاج مزيدا من الوقت.

وشدد السفير على أن الجمهورية التركية لم تعش ليلة 15 يوليو / تموز 2016 وهما، بل إن ما شهدته البلاد في تلك الليلة كان حقيقة مؤلمة كلفت تركيا 250 شهيدا وأكثر من ألفي جريح.

وتابع باجه جي: "لا يمكن لأي بلد أن يتجاهل تركيا. الفاتيكان أيضا لا يستطيع تجاهل تركيا، لا سيما وأن السلطات هنا أيضا أكدت أهمية العلاقات مع أنقرة، وبطبيعة الحال، فإن المجتمع الدولي أيضا يؤكد في كل مناسبة أهمية العلاقات مع تركيا".

واستدرك: "لكن في الوقت نفسه، ينبغي لنا بذل المزيد من الجهود في إطار شرح حقيقة هذا التنظيم الإرهابي للفاتيكان وبقية أعضاء المجتمع الدولي، والجريمة الغادرة والدموية التي ارتكبها التنظيم ليلة 15 يوليو / تموز 2016".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!