فكرت أوزر - صحيفة بينينسولا قطر الإنجليزية - ترجمة وتحرير ترك برس

تخطت تركيا عاما بالغ الصعوبة، ففي ليلة 15 يوليو / تموز 2016، حاولت جماعة إرهابية منحرفة القيام بانقلاب في تركيا، في محاولة لإسقاط الحكومة المنتخبة ديمقراطيا. وقد دبرت الانقلاب زمرة داخل القوات المسلحة التركية مرتبطة بمنظمة فتح الله غولن الإرهابية "فيتو".

وأطلق منفذو هذه المحاولة النار على المدنيين، وطعنوا قادتهم في الظهر،وقصفوا البرلمان الوطني ومكتب الرئاسة، كما هاجموا مراكز الشرطة بطائرات إف -16 والمروحيات العسكرية، مما أسفر عن مقتل العشرات من ضباط الأمن. ولم يتردد المشاركون في الانقلاب في إطلاق النار على المدنيين من الطائرات المروحية، وبلغ الأمر حد أنهم حاولوا اغتيال رئيسنا.

إن محاولة الانقلاب الشنيعة هذه كانت خيانة استهدفت قيمنا الوطنية ومنجزاتنا الديمقراطية والاقتصادية وسياستنا الخارجية. وقفت الأمة التركية كلها ضد هذه المؤامرة. لقد أبدى مواطنوننا صمودا تاريخيا وتضامنا عندما خرجوا إلى الشوارع وقبلوا  التحدي. واضطر الجنود الذين أطلقوا النار على المدنيين الأبرياء إلى إلقاء أسلحتهم. وهكذا أخفقت محاولة الانقلاب.

ومن المفجع أن 249 مواطنا تركيا لقوا حتفهم خلال حملة العنف الإرهابي هذه، من بينهم 179 مدنيا بريئا كانوا يقفون بشجاعة أمام الدبابات ويطالبون بحقوقهم الديمقراطية. وأصيب أكثر من ألفي مواطن تركي.

واليوم ونحن نحيى مرة أخرى تلك الليلة نتذكر بكل العرفان والرحمة شهداءنا، وننحني احتراما لذكراهم،ولن ننسى أبدا من  فقدوا أرواحهم من أجل الديمقراطية وإنقاذ أمتنا.

أن مقاومة مواطنينا الذين تجمعوا معا لصد الانقلابيين هي ما حمت ديمقراطيتنا، وهو ما سيحكى للأجيال القادمة.ومن المهم التأكيد على أن جميع الأحزاب السياسية في البرلمان التركي اتحدت في إدانتها لمحاولة الانقلاب الساقط  بإصدار بيان مشترك. كما لعبت وسائل الإعلام التركية دورا رئيسيا خلال محاولة الانقلاب بدفاعها عن الديمقراطية.

ولأننا بلد له تراث غني وحضارة كبيرة ، فقد قضت أمتنا على المؤامرة الشائنة التي دبرتها الشبكة الإرهابية الخبيثة منذ 40 عاما.

توحد أبطالنا العاديين من أبناء الشعب التركي لحماية الديمقراطية،وأثبتوا من جديد أن " السيادة للشعب دون قيد أو شرط".

منذ وقت طويل، كنا نبلغ  شركاءنا وحلفاءنا حول فيتو وكيف تغلغلت هذه المنظمة الإرهابية سرا إلى المؤسسات العامة على مر السنين. كما نقول لأصدقائنا إن فيتو لها وجود في 160 دولة عبر شبكتها من المدارس والشركات ومراكز الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وإن ذلك يمثل أيضا  تهديدا لهذه البلدان. ولم تترك محاولة الانقلاب الإرهابي أي شك بشأن نواياهم الخبيثة.

ونظرا لخطورة الوضع في 15 يوليو / تموز، كان على الدولة التركية أن تتخذ التدابير اللازمة لضمان النظام والأمن العام. ولا يتوقع أن تقيد حالة الطوارئ التي أعلنت فور محاولة الانقلاب الحقوق والحريات الأساسية لمواطنينا أو أن تمس بالديمقراطية وسيادة القانون.إن هدفنا الوحيد هو العمل بطريقة أسرع وأكثر فعالية في مكافحة منظمة فيتو الإرهابية ،ونحن نهدف إلى العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن.

وفي حين أن بعض البلدان انتظرت حتى أخفقت محاولة الانقلاب تماما، فإننا نتذكر بامتنان أيضا موقف قطر الحازم والسريع في دعم الحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيا خلال محاولة الانقلاب.

لقد شهدنا هذا التضامن الكبير من قطر. وكان الأمير، حمد بن خليفة، أول زعيم يهاتف الرئيس أردوغان وبعرب عن دعمه لحكومتنا والشعب التركي. وقد قام كل من الأمير الأب وسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء ووزير الداخلية سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وكثير من الوزراء القطريين بزيارة تركيا وأظهروا دعم قطر المطلق.ولن تركيا أبدا الدعم القطري.

عن الكاتب

فكرت أوزر

السفير التركي في الدوحة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس