صلاح الدين العواودة - خاص ترك برس

بينما خرجت ردود وزارة خارجية الاحتلال ومكتب رئيس الحكومة نتنياهو عن كل قواعد الدبلوماسية على كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هاجم فيه قوات الاحتلال في كلمةٍ له ألقاها أمام أعضاء حزبه حيث قال فيما قال إن الاحتلال يسعى للسيطرة على المسجد الأقصى وأنه على المسلمين أن يتحدوا لمنع ذلك وإن شرعية دولة الاحتلال مرهونة باحترام حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في المسجد الأقصى. فردت وزارة خارجية الاحتلال قائلةً على لسان المتحدث باسمها: على أردوغان ألا يتدخل فيما لا يعنيه، القدس عاصمة إسرائيل ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا بل وعلى عكس الماضي هذه مدينة تلتزم حكومتها بالأمن والحرية وحرية العبادة وتحترم حقوق الأقليات ومن كان يعيش في قصرٍ من الزجاج فلا يلقي حجارة على الناس. وأضاف مكتب نتنياهو: "ماذا يقول أردوغان للسكان في شمال قبرص وللأكراد في تركيا" كما ذكر موقع معاريف.

وكما  ذكرت صحيفة هآرتس أن وزارة خارجية الاحتلال ردت على لسان الناطق باسمها على أردوغان الذي قال إن إسرائيل تحاول الاستيلاء على المسجد الأقصى من المسلمين تحت ذريعة محاربة الإرهاب حيث قال: كلام أردوغان عارٍ عن الصحة، وأفضل له الانشغال ببلده ومشاكله الداخلية، وأضاف قائلًا: أيام الإمبراطورية العثمانية قد ولت وعاصمة الشعب اليهودي سابقًا وحاليًا وفي المستقبل هي القدس. وإن مكتب نتنياهو قد قال إن أردوغان هو آخر من يقدم المواعظ (لإسرائيل).

صرح  موشيه يعلون وزير دفاع الاحتلال السابق لصحيفة يديعوت أحرونوت قائلًا: (كان يجب ابعاد تركيا عن موضوع الاقصى حيث يسعى اردوغان لحشر نفسه هناك)، وذلك بعد ان اندحرت حكومة الاحتلال وأجبرت على فك الطوق عن المسجد الأقصى وإزالة كل العوائق في طريق المسلمين الداخلين إليه مستخلصاً العبر مما حصل قائلاً: (يجب علينا تجنيد الولايات المتحدة لوقف أردوغان عند حده فهو يدير معركة على المسجد الأقصى تشمل مؤتمرات في إسطنبول تحت شعار الاقصى في خطر وكذلك تحرشات واستفزازات تذكرنا بأسطول الحرية مافي مرمرة  ممكن تسميتها مرمرة 2 وهو يقوم بتمويل منظمات أخرجتها خارج القانون في القدس وكانت وظيفتهم التحرش والاستفزاز في المسجد الأقصى، كما لدى الأتراك اليوم سياحة خاصة للأقصى تسمى سياحة المشاكل حيث يصل سياح أتراك إلى المسجد الأقصى يحملون الأعلام التركية ويثيرون القلاقل والمشكلة أن تركيا عضو في الناتو ولا نستطيع الضغط عليها نحن ولا الأمريكان ولكن المسألة استراتيجية وليس قصة بوابات إلكترونية).

وأضاف يعلون قائلًا: نحن في صراع على المسجد الأقصى علينا أن نعمل مع الأردنيين وبدعم السعوديين والمصريين و(المعسكر العربي السني) فنحن وهم في نفس المركب، وإذا حاول الأتراك أن يحبطوا ذلك من الممكن وقفهم عند حدهم. وقال يعلون: (الأردنيون والسعوديون كانوا معنا في أزمة الاقصى ولكن أردوغان والأتراك هم من أداروا معركة ضدنا).

من ناحيةٍ أخرى ذكر موقع 360 الإخباري العبري على لسان يائير لبيد وزير مالية الاحتلال إنه قال: "آن الأوان لإنهاء الخنوع للأتراك" وردًا على هجوم أردوغان طالب الوزير بالتراجع عن مشروع مد خط الغاز إلى تركيا قائلاً: (لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها أن ترتبط بمستهلك قد تحول إلى دولة معادية أو نصف معادية". وأضاف قائلًا: يجب أن نقول للأتراك: كفى، لقد فهمنا! من الآن نحن ندعم دولة كردية مستقلة ونحن نعترف بـ(مذبحة الأرمن)، ويجب أن نفعل كل ما امتنعنا عنه عندما كانت علاقاتنا جيدة، لا يجب أن نغلق السفارة في أنقرة ولكن يجب أن يفهم الأتراك أنهم لا يستطيعون الاستمرار بركلنا ونحن نقول هل من مزيد.

وكان قد سبق ذلك كله تصريح شبتاي شابيت رئيس الموساد بين 1989 و1996 الذي قال:

(تركيا دولة ذات حكم ونظام إسلامي معادٍ لإسرائيل ولا يمكن الوثوق بها، وأردوغان يطمح لإعادة تركيا لأيام مجد الإمبراطورية العثمانية. فقد نجح مؤخراً بتحويل النظام لنظام رئاسي، وكبح جماح السياسيين المعارضين. فهو يرى أن تركيا قوة إقليمية عظمى، ولا تقل عن إيران). كما ورد في صحيفة هآرتس.

عن الكاتب

صلاح الدين العواودة

كاتب فلسطيني خبير في الشؤون الاسرائيلية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس