ترك برس

تناول تقرير بصحيفة العرب اللندنية، النجاحات الكبيرة التي حققتها المسلسلات التركية على شاشات التلفزيونات العربية خلال الأعوام الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأمر لن يقف عند حدود دبلجة الدراما التركية فقط، وإنما قد تشهد السنوات القادمة غزوًا تركيا للدراما العربية على أصعدة أخرى.

وأشار التقرير إلى أن مسلسل "نور" التركي المدبلج إلى اللهجة السورية حين عرضه على قناة "إم بي سي 1" في العام 2005، حقق صدى واسعا لدى الجمهور العربي الذي ارتبط بشخصياته وخاصة بطلي العمل "مهند ونور"، وهما من الأسماء التي اعتمدتها الدبلجة العربية لأبطاله لصعوبة نطق أسمائهم التركية.

واعتبر أن دبلجة هذه الأعمال إلى اللهجة السورية كان لها دور في نجاح هذه الأعمال، إذ كان المتبع من قبل استخدام اللغة العربية الفصحى في الدبلجة، كما في الكثير من المسلسلات المكسيكية التي سبقت التركية إلى الشاشات العربية، وأغرى نجاح هذه المسلسلات أصحاب القنوات التلفزيونية بعرض المزيد من الأعمال الدرامية التركية، حتى أصبحت بمرور الوقت وجبة أساسية على شاشة الفضائيات العربية.

وبحسب التقرير، نجحت الدراما التركية في جذب المشاهد العربي على الرغم من فشل الكثير منها في الداخل التركي، فلم يحقق المسلسل الشهير "نور" على سبيل المثال أي جماهيرية تذكر في تركيا حين عرض لأول مرة، ولجأت الشركة المنتجة له إلى سحبه من العرض قبل أن تكتمل حلقاته.

حتى أن نجاح المسلسل عربيا مثل مفاجأة غير متوقعة لصناع العمل ونجومه، إذ لم يتصور الكثير منهم أن تتخطى شهرته حدود تركيا في يوم ما، فحسب تصريح سنجول أودان التي أدت دور شخصية نور في المسلسل الشهير، لم تتوقع هذه النجمة التركية أن تكون لها أي شعبية خارج تركيا، أو أن تعامل معاملة النجوم في دولة أخرى غير تركيا.

وأضاف التقرير: توالت المسلسلات التركية على شاشات التلفزيونات العربية كمسلسل "ليث ونور" و"فريحة" و"آرال" و"وادي الذئاب" و"العنبر" و"حريم السلطان" وغيرها من المسلسلات الأخرى، ولكن يبدو أن الأمر لن يقف عند حدود دبلجة الدراما التركية فقط، فقد تشهد السنوات القادمة غزوا تركيا للدراما العربية على أصعدة أخرى بعد أن استعان المخرج السوري صفوان مصطفى نعمو مؤخرا بنجوم أتراك للمشاركة في الجزء الثاني من مسلسل "مدرسة الحب"، وهو ما كشف عنه عبر تصريحات صحافية ولقاءات تلفزيونية، وأكدته أيضا اللقطات الدعائية للمسلسل التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجمعت هذه المشاهد الدعائية بين الفنانة السورية جومانة مراد والفنان التركي مراد يلدريم، وهو ممثل تركي من أصول سورية ومتزوج من ملكة جمال المغرب السابقة إيمان الباني.

والفنانة السورية جومانة تعود من خلال هذا المسلسل إلى العمل الدرامي مرة أخرى بعد انقطاع دام خمس سنوات، وتجسد في المسلسل شخصية تركية عبر ست حلقات تجمعها مع الممثل التركي مراد يلدريم، وفقًا للتقرير.

وأوضحت العرب اللندنية أن اللافت هنا أن صناع العمل لم يعلنوا حتى الآن عن أسماء النجوم العرب المشاركين في الجزء الثاني من المسلسل، باستثناء الفنانة جومانة مراد، في الوقت الذي كُشف فيه النقاب عن أسماء النجوم الأتراك المشاركين فيه، فخلافا لمراد يلدريم يشارك عدد آخر من النجوم الأتراك الذين أطل علينا بعضهم عبر الأعمال التركية المدبلجة، من بينهم تورغاي تانولكو بطل مسلسل "دموع الورد"، وغوركان أيوغان بطل مسلسل "العنبر" وسربيل تامور بطل مسلسل "وادي الذئاب".

وهذا الحضور المكثف للفنانين الأتراك في الجزء الثاني من مسلسل "مدرسة الحب" يفرض على العمل ثنائية لغوية بين العربية والتركية، وهو ما يحتم الاستعانة بالترجمة أو القيام بدبلجة المشاهد التي يشارك فيها الفنانون الأتراك، وهو ما حسمه مخرج العمل مصطفى نعمو، الذي أكد عبر تصريحات صحافية أنهم بصدد القيام بالدبلجة العربية للمشاهد الناطقة بالتركية في المسلسل، ليكون مسلسل “مدرسة الحب” أول مسلسل عربي تتم دبلجته إلى العربية.

وقالت الصحيفة إن الجزء الأول من المسلسل كان قد حقق نسب مشاهدة عالية حين عرض على شاشات التلفزيون العربية، وهو يتكون من حلقات منفصلة أو ثلاثيات، كل ثلاثية منها تروي حكاية منفصلة بنجومها وأماكن تصويرها، ويمثل الحب محورا مشتركا لهذه الثلاثيات جميعا، وشارك في هذا الجزء عدد كبير من النجوم العرب مثل ماجد المصري وأحمد زاهر وديما بياعة وأمل عرفة وحسن الرداد وورد الخال وآخرين.

ومن جانبه دافع منتج العمل أمير نعمو -وهو شقيق المخرج مصطفى نعمو- عن استعانته بنجوم أتراك، معتبرا أن المقتضيات الفنية والدرامية للمسلسل تحتم ذلك، إذ يتم تصوير الجانب الأكبر من المسلسل في تركيا، ومع ذلك يؤكد أيضا أنه رغم هذا الوجود التركي في العمل يعتبر عملا عربيا أولا وأخيرا، ولكن يمكن اعتباره عملا ذا مواصفات خاصة، فهو يفتح آفاقا جديدة لمشاركة نجوم آخرين من خارج الوطن العربي، ويتجاوز النمطية والتكرار السائدين في الدراما العربية، معتبرا أن مشاركة نجوم كبار من خارج الوطن العربي هي تنويع من شأنه أن يضيف أبعادا جديدة إلى الدراما العربية.

وعلى صعيد آخر اعتبر بعض النقاد أن الاستعانة بالنجوم الأتراك هنا لا تعدو أن تكون محاولة للخروج من الأزمة التي تعيشها الدراما السورية حاليا، فبعد الاستعانة بالنجوم اللبنانيين والتوسع في الإنتاجات الدرامية المشتركة، يطالعنا مسلسل "مدرسة الحب" بنمط جديد من المشاركة لم يتعود عليه المشاهد العربي من قبل، بهدف استغلال الجماهيرية التي يتمتع بها المسلسل التركي المدبلج، ولكن الأمر هنا مختلف، ومن الصعب توقع رد فعل الجمهور إزاء هذا المزيج الدرامي، وعلى كل حال ليس أمامنا سوى الانتظار لرؤية ما ستسفر عنه تلك التجربة التي يصفها مخرجها بأنها نوع من التفكير خارج الصندوق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!