ترك برس

مضى عام على اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والتركي في سانت بطرسبرغ، وهو الاجتماع الذي شهد نهاية الأزمة السياسية الروسية التركية التي اندلعت بعد إسقاط المقاتلات التركية طائرة روسية اخترقت المجال التركي.

وفي تقييمه لنتائج هذا الحدث وآفاقه بعد عام، يلفت يوري مافاشيف رئيس البحوث السياسية في مركز الدراسات التركية الحديثة الانتباه إلى أن اجتماع سان بطرسبرغ جاء نتيجة عمل دبلوماسي واسع النطاق للبلدين والوسطاء من بينهم أذربيجان وكازاخستان.

وقال مافاشيف: "بدأ تحسن العلاقات باستقالة رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، وتشكيل حكومة جديدة. كانت المصالحة والعودة إلى القناة البناءة لعلاقاتنا بالغة الأهمية لأنها تعني المضي قدما إلى شيء جديد، فكلا من موسكو وأنقرة غيرتا نهجهما نوعيا وتوقفتا عن تأجيل القضايا السياسية لفترة طويلة."

وعلاوة على ذلك اعترف البلدان علنا بدور الأخرى في المنطقة، حيث أدركت روسيا وتركيا أنهما جاران لا يرغبان في تغيير غير دستوري للسلطة، وقد أثبت ذلك بوضوح  دعمُ روسيا للرئيس أردوغان في محاولة انقلاب الخامس عشر من تموز/ يوليو، بعدها أدرك كل طرف نوايا الطرف الآخر.

ورغم ذلك يرى المحلل الروسي أن مصالحة صيف 2016 لم تزل جميع التناقضات في العلاقات الروسية التركية، ويقول: "لم تعن نهاية الأزمة أننا اتفقنا على جميع القضايا، وأنه لم يعد لدينا تلك المواضيع التي نختلف فيها، ولكن هذا يعني أننا نحاول على الأقل الحفاظ على الاتصالات وتحديد مواقفنا لبعضنا البعض."

وتابع بالقول: "إن الاجتماع الذي عقد في 9 أغسطس بين الرئيسين  أصبح ضمانا لمزيد من التفاعل البناء بين البلدين، وفي رأيي أن العلاقات الروسية التركية أصبحت الآن ذات مستوى أعلى مما كانت عليه قبل خريف عام 2015."

ومن وجهة نظر مافاشيف، كان استعادة الحوار السياسي هي النتيجة الرئيسية للمصالحة بين قيادتي البلدين. حتى أن إطلاق مشاريع الطاقة لم يكن له مثل هذا التأثير كمحاولة لبدء بناء حوار سياسي جديد بمشاركة المنظمات العامة الروسية.

واختتم مافاشيف تحليله بالقول: "أعتقد أنه إذا استمر هذا الخط في المستقبل، فقد تكون المشكلة الوحيدة تدخل بعض اللاعبين الخارجيين. لكنني أعتقد أن الطرفين سيحاولان مناقشة جميع الموضوعات الرئيسية، ومن المرجح أنّ تَدخّل طرفٍ ثالثٍ لن يخلق عقبات كبيرة، إذا تصرفنا بالطبع بنفس الطريقة التي نتصرف بها في الوقت الراهن."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!