أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

استقبلت العاصمة التركية خلال الأيام الأخيرة عدداً من الشّخصيّات العالمية، حيث قام مساعد الرئيس الأمريكي "جو بايدن بزيارة إلى تركيا لبحث أخر المستجدّات في منطقة الشّرق الأوسط.

ومن ثمّ جاءت زيارة بابا الفاتيكان لتؤّكّد أنّ تركيا مهد للأديان والحضارات. وها نحن نشهد الأن زيارة للرئيس بوتين وهذه الزّيارة تعتبر بمثابة  برهان من الأتراك للعالم بأنّهم يشكّلون الدّولة المحوريّة في المنطقة.

وخلال زيارة مساعد الرئيس الأمريكي، تداول الطّرفان أزمات المنطقة في ظل تضخّم قوة تنظيم الدّولة الاسلامية. وما أسفرت عنها الزّيارة من نتائج وتصريحات، تدلّ على مدى التّقارب في وجهات النّظر بين الإدارة الأمريكية والقيادة التركية.

أمّا زيارة الأب الرّوحي للعالم المسيحي، فقد إندرجت تحت عنوان الحوار بين الأديان والتّعايش السّلمي للطّوائق والمذاهب الدّينية المختلفة. وقد كانت تركيا مسرحاً للعناق بين زعميمي الأرثوزوكس والكاثوليك، حيث أطلاقا شعار التّسامح والمحبّة وتباحثا بين بعضهما البعض، مشاكل المسيحيّين في منطقة الشّرق الأوسط.

ومن المعروف أنّ الطّائفة المسيحية تنال نصيبها من الأزمات السياسية التي تعصف بمنطقة الشّرق الأوسط على مرّ السنين. فالمجتمع المسيحي في منطقة الشّرق الأوسط يفتقر لحاميٍ ومدافعٍ عنه في هذه المنطقة. ويبدوا أنّه لا يوجد سوى الدّولة التركيّة للقيام بهذه المهمّة.

وجاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليؤكّد تطوّر وقوّة الاقتصاد التركي. وإلى جانب العلاقات الاقتصادية، تناول الطّرفان التركي والروسي أزمات المنطقة والخطر المحدق من قبل تنظيم الدّولة الاسلامية.

الرئيس بوتين كان قد أعلن مسبقاً أنّ الدّعم الروسي للنّظام السوري سيستمرّ. فالخلافات التركية والرّوسية والأمريكية مستمرّة بشأن الأزمة السّورية. فالقيادة التركية تريد الإطاحة بالرئيس الأسد إلى جانب تنظيم الدّولة الاسلامية.

تركيا دولة محوريّة

الولايات المتّحدة الأمريكية تُدرج محاربة تنظيم الدّولة الاسلامية والقضاء عليه على قائمة استراتيجيّتها في المنطقة بالدّرجة الأولى، بينما ترى أنّ مسألة الإطاحة بالنّظام الأسدي يمكن التّفكير فيه بعد الانتهاء من مشكلة داعش.

أمّا الرّوس، فإنّهم يحبطون كل المحاولات الدّوليّة الرامية إلى الإطاحة بالنّظام السّوري.

واذا ما أخذنا بعين الاعتبار هذه الزّيارات الثّلاثة الأخيرة إلى تركيا، نستطيع أن نستنتج وضع الدّولة التركية في المنطقة ونظرة دول المنطقة والدّول الغربية للموقف التركي ممّا يجري في محيطها.

 فالدّول الشّرقية والغربية باتت على قناعة بأنّ الدّولة التركية تلعب دوراً محوريّاّ في حل مشاكل المنطقة. وأنّ الإرادة التركية مهمّة ليست بالنسبة للسنّة والشيعة، بل للأكراد وحتّى اسرائيل نفسها. ونتيجة للدّور التركي الفعّال في المنطقة، فإنّ نلاحظ من خلال هذه الزّيارات أنّ هناك عدّة مسؤوليّات تترتّب عليها.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس