ترك برس - ديلي صباح

وحّدت جنازة الفتاة التركية الألمانية توشة البيرق التي تبلغ من العمر 23 عاماً الآلاف من الألمان والأتراك إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من كلا البلدين، حيث اعتُبرت بطلةً بعد مواجهتها مُتحرّشين بفتاتين ألمانيّتين.

وكانت توشة قد تعرّضت لاعتداء من قبل مراهق صربيّ بعد تدخّلها لحماية فتاتين صغيرتين في مطعم في بلدة أوفينباخ في ألمانيا في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. وفي 28 من نفس الشهر قرّرت عائلتها إطفاء الأجهزة التي كانت تبقيها على قيد الحياة، بعد أن رقدت في غيبوبة منذ تعرّضها للضرب في كراج السيارات الخاص بالمطعم.

عُقدت صلاة الجنازة على الفتاة في مسجد تركي في واشترزباخ في ولاية هيسي. وإلى جانب أهل توشة وأقاربها، حضر آلاف الأتراك والألمان الجنازة ومراسم الدّفن، إضافة إلى حاكم ولاية هيسي فولكر بوفيير، والسفير التركي في ألمانيا حسين عوني كارسلي أوغلو ومسؤولين رفيعي المستوى.

وتمّ نقل جنازة توشة البيرق بشكل حي ومباشر على التلفزيون الألماني. وصلّى الجنازة عليها إمام تركي، وسط أصوات بكاء أقارب الفتاة.

وتمّ وضع وشاح عروس على التابوت الذي وضعت فيه، فقد كانت البيرق مخطوبة وكانت تنوي الزواج في المستقبل القريب. وقد حمل الحضور في مراسم الجنازة والدّفن لوحات كتب عليها "أنتِ مَلَاكُنا". ودُفِنت في مدينتها "باد سودين سالموينستر".

أصبحت الفتاة الشابة رمزاً للشجاعة بعد موتها، حيث صار الآلاف يشاركون في احتجاجات جماعية مُهداةٍ إلى البيرق. وقد حيّا الرئيس الألماني جواكيم غوك "شجاعتها المثاليّة وشجاعتها المدنية" في مساعدة ضحايا العنف.

وقال المتحدّث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبيرت للصحفيين إن الحكومة والرئاسة تنظر في منح توشة البيرق وسام الاستحقاق الوطني بعد وفاتها.

وتمّ اعتقال شخص يبلغ من العمر 18 عاماً يُدعى سانل م. بعد الاعتداء الوحشي. وأظهرت صور كاميرا المراقبة التي ظهرت بعد موت البيرق مهاجماً يضرب الفتاة الشابة بهمجية ووحشية، على الرغم من أنّه ليس من الواضح إذا كان هو نفس الشخص الذي تمّ اعتقاله.

ولا يزال تحقيق في القضية سارياً في انتظار صدور تقرير تشريح  الجثّة، الذي سيظهر ما إذا كانت الشابّة المتوفّاة قد توفّت بسبب تأثّرها بجروحها أو بسبب ارتطام رأسها بالأرض وهي تتعرّض للضرب أم أنّها تعرّضت للضرب المقصود بآلة أو جسم غير معروف.

وقد أعلنت الشرطة الألمانية في وقت مبكر أنّ الفتاتين اللتان أنقذتهما البيرق من التّحرّش تمّ العثور عليهما بعد أن فُقِدتا بعد الهجوم، على الرّغم من أنّ شهادتيهما المقدّمة إلى الشّرطة لم تُعلن بعد.

عُقِدت احتفالية لإحياء ذكرى البيرق في مدينة سورغون، في ولاية يوزغات وسط تركيا، التي ينحدر والداها منها. وأضاء أقارب الفتاة الشابّة الشّموع إحياءً لذكرى البيرق في احتفالية حضرها مسؤولون محليون. حيث حيّا محافظ ولاية يوزغات البيرق "لوقوفها في وجه المتوحّشين" وقال إنّها كانت مثالاً للثقافة التركية الّتي تحضّ على إغاثة الملهوف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!