سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

يقول مسؤولون مختصون بمنطقتنا في الإدارة الأمريكية، ذوو نظرة موضوعية، من غير أنصار وحدات حماية الشعب، إن تركيا قامت بحملات هامة في الآونة الأخيرة سوف تغير بشكل جذري توازن القوى في المنطقة.

وتدور الأحاديث في واشنطن عن أن هذه الحملات التركية قد تؤدي إلى تغيير الحسابات المعتمدة بشكل كبير على وحدات حماية الشعب، تجاه شمال سوريا.

وخلال أحاديث أجريتها معها، أوضحت هذه المصادر الموضوعية أن أمريكا رأت "القوة الناعمة" التي تتمتع بها تركيا، وهذا ما سيجبرها على تغيير سياساتها المرتكزة بنسبة كبيرة على العنصر الكردي فقط في المنطقة.

وتظهر المعلومات الاستخباراتية الواردة من المنطقة أن تركيا نجحت في إعادة تنظيم الحياة في المناطق المطهرة بواسطة عملية درع الفرات.

وتقول المصادر الأمريكية إن عدد الأهالي المحليين الذين عادوا إلى المنطقة تحت حماية تركيا اقترب من 70 ألفًا، وإن تركيا لم تكتفِ بتوفير الحماية العسكرية للعائدين فحسب، بل تعمل على تقديم كافة الإمكانيات لكي يعيشوا حياتهم بشكل مدني.

وبعد بناء المساكن لكي يقيم فيها السكان المحليون، أتمت تركيا مشاريع البنية التحتية اللازمة لها من شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي.

وتشير المصادر إلى أن تركيا، علاوة على إرسالها أطباء ومعلمين إلى المنطقة، تدرب السكان المحليين وتشغلهم في الخدمات العامة مقابل رواتب.

وبحسب ما وردني من معلومات فإن تركيا بنت أكثر من 80 مسجدًا من أجل تلبية الاحتياجات المعنوية للسكان المحليين، وأرسلت رجال دين إلى المنطقة ليقيموا تعاونًا مع نظرائهم المحليين.

وتوضح المصادر أن تركيا بدأت تنسيق أعمال "قوتها الناعمة" في المنطقة من خلال مركز العمليات المشترك (التركي الأمريكي) في غازي عنتاب، بعد إيقاف واشنطن برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية، في حين تعتقد الولايات المتحدة أن أعمال المركز المذكور توقفت.

وتضيف أن وحدات حماية الشعب تعهدت لواشنطن بإقامة الإدارة المدنية الأكثر ديمقراطية في المنطقة في حال السماح لها بتأسيس كيان في "روجاوه"، إلا أن تركيا نجحت بتحقيق ذلك منذ زمن طويل في المنطقة الخاضعة لسيطرتها والبالغة مساحتها ألفي كيلو متر مربع. وتشير المصادر إلى هذه الورقة التي كانت وحدات حماية الشعب تحاول اللعب عليها لم يعد لها معنى.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن تركيا، بتأسيسها وحدة مكونة من السيدات فقط في الشرطة المحلية بالمنطقة، ردت على دعاية وحدات حماية الشعب بأنها "تولي أهمية كبيرة للمرأة" باعتمادها على مشاركة المقاتلات في المعارك.

وتعتبر المصادر أن تركيا، التي تحدثت حتى اليوم عبر قوتها الخشنة، أصبحت قادرة على تغيير قواعد اللعبة من خلال استخدامها قوتها الناعمة.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس