ترك برس

قال رئيس الشؤون الدينية التركية "محمد غورماز" إن مبدأ تأسيس تنظيم داعش دولة له في العراق والشام لا يختلف عن مبدأ تأسيس إسرائيل دولة لها في فلسطين. وذلك في لقاء له مع الصحفي التركي "روشان تشاكير".

وأشار غورماز إلى أن تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة وما شابهها ليست حركات دينية بحتة، وأنه لا يمكن تقييمها بشكل مستقل عن السياسة، قائلاً: "إن حالات الاحتلال في أفغانستان وفلسطين هي التي أدت إلى ظهور مثل هذه الحركات. وأحداث سوريا والعراق حضرت قاعدة اجتماعية قوية لها. تشكلت هذه القاعدة نتيجة الصدمات التي عاشتها المنطقة".

وأضاف غورماز: "لا يمكنكم التفكير بهذا الموضوع بشكل مستقل عن الـ 1.5 مليون إنسان الذين قتلوا بعد احتلال العراق والملايين من الجرحى ومثلهم من النساء اللاتي اغتصبن".

وأفاد غورماز بأنّ هناك انتشاراً واسعاً للفكر السلفي في هذا العصر، وأنّه يكمن بداخل هذا الانتشار موقف ديني أكثر من العنف المعتمد على السلاح. وأنه لا يمكن النظر إلى الحركات المستخدمة للسلاح والعنف من منظور انتشار الفكر السلفي. وقال: "إن الفكر السلفي ليس خاصاً بالإسلام فقط، يوجد مثل هذا الفكر في كل الأديان تقريباً. وقد ظهر هذا الفكر الذي يعرف بالعودة إلى الأصل في الفترة التاريخية التي مرت بها المجتمعات المسلمة، ولكن لا يمكن القول بأن هذا الفكر في السائد".

وردّاً على سؤال الصحفي "روشان تشاكير" بشأن الأجانب المعتنقين للاسلام في وقت وحديث وانتقالهم إلى ساحات الجهاد دون أن يتعلموا الأسس الإسلامية البسيطة التي يجهلها حتى بعض عوام المسلمين، قال غورماز: "إن هؤلاء يرون حياتهم التي قضوها قبل التعرف بالإسلام حياة فارغة. ويعتقدون أنهم سيتلافون تلك الأعوام خلال أيام قليلة. إن العالم لا يرى هذه الأحداث عن طريق الحركات التي تظهر لأول مرة في العالم الإسلامي. إنه يخفى عن الأنظار ولكن شرح التوراة الذي أدّى إلى إنشاء إسرائيل في فلسطين لا يختلف عن شرح الدين الذي يطلب تأسيس دولة في الشام والعراق".

وأكد غورماز بأنّ على المسؤولية ملقاة على عاتق المسلمين أن يعقلوا وإلا فإن نهاية هذه الأحداث مجهولة وستؤثر على الأجيال القادمة بشكل غير متوقع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!