بكاري غيي - المغاربية

اتفقت دول إفريقية وتركيا خلال قمة عقدت مؤخرا في مالابو على التعاون في مجالي الأمن والتنمية.

واختُتمت القمة المشتركة يوم 21 نوفمبر بخطة رباعية لتحسين التعاون والأمن.

وتصدر السلم والأمن أجندة القمة بغية تطبيق "نموذج جديد للشراكة من أجل تعزيز التنمية المستدامة والاندماج في إفريقيا".

وعلى أساس هذا الاجتماع، ستعمل إفريقيا وتركيا، خلال الفترة من 2015 إلى 2018،على تبادل المعلومات والخبرات والبحوث بهدف تعزيز السلم والأمن.

وستقدم تركيا الدعم اللوجستي والمالي لعمليات دعم السلام للاتحاد الإفريقي، وجهود حفظ السلام الأممية في إفريقيا والمساعدة في إرساء المنظومة الإفريقية للسلم والأمن وخاصة عن طريق التدريب وتبادل البرامج.

وهناك حاجة كذلك إلى تعاون أكبر في الحرب ضد الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتهريب المخدرات وتهريب المهاجرين وتجارة الرقيق وتبييض الأموال والتزوير والاحتيال حسب ما خلص إليه الشركاء.

وتناول الحدث كذلك الحرب ضد الجريمة السيبرانية.

وبحسب الخبير في قضايا الإرهاب سيداتي ولد الشيخ فإن "التعاون الأمني بين المغرب الكبير وتركيا ضروري في يومنا هذا خاصة بسبب الصعود المقلق لداعش التي سيطرت قبل أشهر على عدد من البلدات والمدن الاستراتيجية شمال وشرق العراق واختطفت موظفين دبلوماسيين أتراك من مدينة الموصل العراقية".

وقال "إن التنظيم الإرهابي انتشر كذلك في المغرب الكبير وخاصة في الجزائر التي قامت فيها السلطات بتفكيك عدد من الخلايا النشطة".

وأضاف ولد الشيخ "هناك حديث متزايد منذ مدة عن فرع داعش في المغرب الكبير. كل المؤشرات تؤكد ذلك. فمنذ أشهر، يوجد مئات المقاتلين العائدين من سوريا أو العراق في ليبيا، حيث لا توجد حكومة مركزية وهناك فوضى شبه عارمة".

وأشار إلى أن آلاف العمال من بنغلاديش ومصر والفلبين فروا من ليبيا وعبروا الحدود إلى الجزائر وتونس ما يثير مخاوف إرهابية.

وقال ولد الشيخ "تونس تبقى الحلقة الأضعف. فآلاف المقاتلين التونسيين العائدين من سوريا عبر تركيا والأردن قد يكونوا على استعداد للانضمام إلى داعش".

وبحسب المحلل عبدو ولد محمد "بما أن تركيا تعتبر إحدى نقاط الدخول الرئيسية للأجانب إلى سوريا، وخاصة المقاتلين المغاربيين الذاهبين إلى هناك للانخراط في صفوف داعش، فإنها قد تلعب دورا هاما للغاية عن طريق التعاون مع هذه البلدان خاصة في مجال الاستخبارات".

وفي يونيو وخلال نقاش في نيو يورك حول إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، أكذ إردوغان غسكان، ممثل تركيا لدى المجلس الأوروبي، أن "تركيا، من جانبها، ملتزمة التزاما راسخا بتطبيق الإستراتيجية [العالمية لمكافحة الإرهاب] ودعم مختلف مبادرات الأمم المتحدة، مع تعزيز التعاون الدولي والقدرات أينما كان ذلك ضروريا، وتعتبر ذلك أولوية".

وأعلن إسكان "أبرمنا اتفاقات ثنائية مع 70 بلدا، وهي تغطي التعاون حول الأمن والحرب ضد الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود".

وبحسب المحلل ديانغو كولوبالي من مالي فإن مبادرة إسطنبول للتعاون والتي تستهدف المغرب الكبير والشرق الأدنى والأوسط فقد أطلقت خلال قمة حلف شمال الأطلسي بإسطنبول يونيو الماضي.

ويُرجى من مبادرة إسطنبول "إحلال الاستقرار والديمقراطية في المنطقة الشاسعة الممتدة من الدار البيضاء إلى كراتشي".

وتشكل زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الجزائر يومي 19 و 20 نوفمبر مؤشرا على الدفء في علاقات التعاون القائمة حاليا بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!