ترك برس

أثارت تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأن إنهاء محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مؤخرًا جدلًا بداخل حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي وكذلك حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

وقال فولكر كلاودر زعيم الكتلة البرلمانية لحزب ميركل في مقابلة متلفزة إن محادثات الانضمام مع تركيا ينبغي أن لا تتوقف، مطالبًا بتكثيف المحادثات مع تركيا.

وفي رفض واضح لتصريحات ميركل قال كلاودر: "ينبغي أن نقول لـ(الرئيس رجب طيب) أردوغان إننا نريد أن نتحدث إليك بشأن هذه المسائل: حرية الاعتقاد، وحكم القانون، وحقوق الإنسان"، مضيفًا: "نحن ندرك أن لدى تركيا مشاكل جوهرية في هذه المسائل. وإذا رفض أردوغان فإنه يكون حينها قد اتخذ قراره".

وأشار كلاودر إلى أن القضية القبرصية ينبغي أن تخضع للنقاش مع تركيا. وقال: "طالما أن المسألة القبرصية لم تُحل، فإن المحادثات ستكون صعبة على أي حال".

وفي ظل بحث الطرفين التركي والقبرصي اليوناني عن حل للجزيرة المقسّمة، فإن وقف المفاوضات يحول دون قيام تركيا بفتح أو إغلاق مزيد من فصول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ورغم دعوة كلاودر إلى تكثيف المحادثات مع أنقرة بشأن الانضمام إلى الاتحاد، إلا أن ميركل قالت في حوار سياسي متلفز ضد زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي والمرشح في الانتخابات مارتن شولتز في 3 أيلول/ سبتمبر الجاري: "لا أرى أن تركيا يمكن أن تنضم إلى الاتحاد أبدًا، ولم أعتقد أبدًا أن هذا سيحصل".

وأضافت ميركل: "إننا سنناقش كذلك العلاقات المستقبلية مع تركيا، بما في ذلك مسألة تعليق أو إنهاء محادثات الانضمام، وسأقترح أن يكون ذلك في الاجتماع المقبل للاتحاد الأوروبي في تشرين الأول/ أكتوبر".

ومع تعرض المستشارة الألمانية إلى انتقادات حتى ضمن حزبها بشأن سلوكها تجاه تركيا، فإن الحزب الشقيق لحزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي دخل كذلك في النقاش.

فقد صرح جواكيم هيرمان من الاتحاد الاجتماعي المسيحي بأن محادثات الانضمام إلى الاتحاد ينبغي أن تتوقف، وقال: "إن الخط الأحمر لمحادثات العضوية قد تم تجاوزه منذ وقت طويل، وأعتقد أن محادثات العضوية مع تركيا ينبغي أن تتوقف".

أثارت تصريحات المستشارة الألمانية المتلفزة المباشرة جدلًا ضمن الاتحاد الأوروبي أيضًا. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد فريدريكا موغريني: "إننا نواصل محادثاتنا مع تركيا... نحن لا نتفق دائمًا على كل شيء. وهناك بعض المسائل... التي تبعد مواقفنا عن بعضها، لكننا نواصل المحادثات".

وفيما يتعلق بالانقسام الألماني الأوروبي بشأن تركيا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي إن تركيا تظل "شريكًا مهمًا" لأوروبا. وسلّط ماكرون الضوء على أهمية تركيا في معالجة أزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب، مضيفًا أن الانقسام الناجم من محادثات الانضمام ينبغي تجاوزه.

وفي هذه الأثناء، صرح رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس يوم الأحد بأن إنهاء محادثات العضوية مع تركيا، الذي اقترحته المستشارة الألمانية ميركل، سيكون "خطأً تكتيكيًا واستراتيجيًا".

ويُذكر أن العلاقات بين تركيا وألمانيا، التي تضم 3 ملايين شخصًا من أصول تركية، شهدت توترًا منذ محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة من قبل مجموعة مرتبطة بمنظمة غولن التي تتهمها الحكومة التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.

كما تتهم تركيا ألمانيا بإيواء شخصيات كبيرة في منظمة غولن وجنود متورطين بمحاولة الانقلاب، إضافة إلى دعم أنشطة تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وحزب جبهة تحرير الشعوب الثوري "دي أتش كي بي جي" المدرجان على لائحة الإرهاب في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!