أيدين ميخيتييف - صحيفة  برافدا - ترجمة وتحرير ترك برس

تداولت وسائل الإعلام التركية مسألة زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غير المتوقعة إلى أنقرة، يوم الخميس 28 أيلول/ سبتمبر. وفقا للمحللين الأتراك، لم يخف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استياءه من المتعجرف دونالد ترامب، ما جعله يقرر تعزيز علاقاته مع "الصديق فلاديمير".

ووفقا للصحافة التركية، يعتبر رجب طيب أردوغان شديد الحساسية تجاه الانتقادات التي توجه له أو لبلاده، كما لا يقبل الإساءة أبدا ولا يغفر ذلك، وبالتأكيد سيحاول اتخاذ خطوات في نهج "الانتقام". ولعل هذا ما يفسر تدهور علاقات أردوغان بكل من أنجيلا ميركل ودونالد ترامب. كما أن "السيدة الحديدية" متطفلة جدا وتحاول تعليم أردوغان الديمقراطية، بينما هي، وفقا لأردوغان، تعتمد سياسة ألمانيا النازية.

في الواقع، لا تعتبر العلاقات الأمريكية التركية في أحسن أحوالها وهذا ما كشفته زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاجتماع الذي عقده في البيت الأبيض. وفي هذا الصدد، طلب أردوغان من ترامب الامتناع عن إرسال الأسلحة إلى الأكراد في سوريا، خاصة وأن أنقرة تعتبرهم "إرهابيين". وعلى الرغم من وعود ترامب بالتفكير في الأمر، إلا أنه أمر بمد الأكراد بأسلحة جديدة حال مغادرة أردوغان لواشنطن، مع العلم أن الولايات المتحدة تعتبرهم حلفاء لها.

من هذا المنطق، أثبتت الخطوة الأخيرة التي قام بها ترامب أنه لا يمكن للقيادة التركية الوثوق في واشنطن، ما دفع أنقرة لترجيح كفة موسكو. تعرض أردوغان وبوتين لانتقاد لاذع نتيجة إبرام صفقة منظومات الدفاع الجوي طراز إس-400، التي عكست رغبة الانتقام من ترامب.

ولكن، لم يكشف البيت الأبيض عن غضبه من قرار أنقرة بتوريد الأسلحة الروسية، واتفاق أردوغان وبوتين على تقسيم سوريا إلى مناطق وقف التصعيد، التي من الممكن اعتبارها "مناطق نفوذ". من ناحية أخرى، وجد الزعيمان قاسما مشتركا بينهما ألا وهو التطلع إلى تنفيذ مشروع التيار التركي، ونتائج الاستفتاء في شمال العراق.

في الحقيقة، تمت مناقشة هذه المواضيع في أنقرة يوم الخميس خلال الزيارة التي أداها الرئيس الروسي إلى أنقرة. والمثير للاهتمام، أن بوتين حظي باستقبال حار من قبل الأتراك، كما أن أردوغان دعاه "بصديقي" أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي الأخير. من جهة أخرى، اتفق بوتين وأردوغان على أنه من المستحيل السماح بانفصال الإقليم عن العراق. وفي هذا السياق، أكد أردوغان بعد المحادثات "اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية".

وفي شأن ذي صلة، أكد أردوغان خلال الاجتماع مع بوتين أن أنقرة قامت بالفعل بمنح الدفعة الأولى لروسيا مقابل أنظمة صواريخ إس-400، ومن المتوقع أن يبدأ توريد هذه الأنظمة الدفاعية الجوية إلى تركيا في غضون سنتين. ووفقا للمتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي رد على انتقادات واشنطن، فإنه "لا يحق لأحد أن ينتقد روسيا وتركيا من أجل التعاون العسكري والتقني، الذي يتم وفقا للقانون الدولي ولا يستهدف أي دولة أخرى".

بالإضافة إلى ذلك، اتفق الزعيمان على تنفيذ مشروعين كبيرين وهما خط أنابيب الغاز التركي في قاع البحر الأسود، وإنشاء أول محطة للطاقة النووية في تركيا "أكويو"، التي يتم بناؤها بمساعدة روسية. أما فيما يتعلق بحظر نشاط الشركات التركية في قطاعات معينة في الاقتصاد الروسي، فقد ذكّر بوتين نظيره التركي برفع القيود المتبقية على استيراد المنتجات الزراعية والمواد الخام من تركيا.

فضلا عن ذلك، رفعت روسيا الحظر على رحلات الطيران إلى تركيا، إلى جانب إلغاء القيود على بعض المنتجات النباتية التركية. في الواقع، تعتبر هذه أخبار جيدة بالنسبة لأردوغان، خاصة أن بوتين وعده بأنه سيتم رفع الحظر المفروض على شحنات الطماطم التركية إلى السوق الروسية في الأيام القادمة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس