عبد القادر سلفي – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

توجه الرئيس أردوغان بعد دخوله لصالة المجلس نحو المكان الذي كان يجلسه الجنود وقال لهم: "كونوا مستعدين لأي شيء في أي لحظة"، وجاء الرد من قادة الجيش بـ "نحن مستعدون".

كما علمنا خلال هذا الاجتماع بذهاب رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار إلى إيران. ذهب أكار إلى إيران قبل زيارة الرئيس أردوغان لها، وأنهى هناك أعماله في إطار التخطيط العسكري. دخلت الأزمة التي تصاعدت بالتزامن مع استفتاء الاستقلال في مرحلة جديدة. إذ تركت المشاعر مكانها للسياسة الحقيقية. كانت الدبلوماسية في مقدمة الخيارات حتى 25 سبتمبر/أيلول، ولكن مع إجراء الاستفتاء تنازلت الدبلوماسية عن مكانتها للخيارات العسكرية. يتم تنظيم الخطط العسكرية بالاستناد إلى الجيش العراقي نظراً إلى قوانين المشروعية الدولية، ولكن تستمر تركيا وإيران في الحفاظ على فعاليتهما خلال مراحل التخطيط كافة.

ذٌكر خلال الاجتماع أن الخطط العسكرية تعطي الأولوية للمعابر والمطارات الموجودة في كركوك التي تُعد منطقة متنازع عليها بالنسبة إلى الدستور العراقي. لم يذكر القادة الموجودون في المجلس أي شيء في خصوص التدخل العسكري، لكن قيل إن الاتصالات تجري على مستوى سطحي لتجنب ضرورة التدخل العسكري.

الرئيس أردوغان في وضعية القائد العام المستعد للدخول في الحرب في أي لحظة. متأهب للحرب ولكن الحرب تجري في الشرق الأوسط، إذ لا يمكن إيجاد حلول دبلوماسية في هذه الجغرافيا دون اللجوء إلى الخيارات العسكرية.

مبادرات الرئيس أردوغان

تدخل الرئيس أردوغان خلال الأشهر الأربعة الأخيرة لإيجاد الحلول لـ 4 أزمات دولية كبرى.

1- هدأت الأزمة التي تصاعدت مع منع الإدارة الإسرائيلية لتأدية صلاة الجمعة في الضفة الغربية بتدخل من الرئيس أردوغان قبل تحولها إلى صراع بين الطرفين.

2- أخذ أردوغان مكانه إلى جانب قطر دون أي تردد بعد فرض الحصار على قطر، مما أدى إلى ظهور أزمة جديدة في الخليج, إذ تمكن أردوغان من الخروج من هذه الأزمة بنجاح على الرغم من المخاطر التي واجهها خلال مساعيه لحل الأزمة.

3- وقف أردوغان في وجه المجازر المرتكبة بحق المسلمين في ميانمار. إذ تمكن أردوغان من فتح الأبواب ونقل التراجيديا الإنسانية التي يشهدها مسلمو مينمار وبنغلادش إلى المجلس الدولي.

4- دفع استفتاء الاستقلال الذي أجراه برازاني إلى تولي أردوغان لزمام المبادرة في المنطقة هذه المرة.

وكما ذكر الرئيس أردوغان فإن تركيا تواجه وضعاً جديداً نظراً إلى الاستفتاء الذي أجري. وعلى الرغم من أن الخيار العسكري أصبح في المقدمة، إلا أن الدبلوماسية لا تزال تحافظ على أولويتها.

تقييمات جاويش أوغلو

من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي وزعيم إقليم كردستان العراق اليوم الخميس في فرنسا بعد قبولهم لعرض الوساطة الذي قدمه الرئيس الفرنسي ماكرون لهم. كما أظهرت زيارة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو لفرنسا بالتزامن مع اجتماع عبادي وبرازاني تأثير تركيا على مجرى أحداث الاجتماع.

 تحدثت مع جاويش أوغلو في خصوص الخيارات الدبلوماسية وزيارته إلى فرنسا، إذ اكتفى جاويش أوغلو فقط بذكر أنه سيلتقي بوزير الخارجية الفرنسي دون أن يضيف شيء آخر. عندما سألت جاويش أوغلو عن موعد تنفيذ العقوبات المفروضة على إقليم كردستان العراق، أجاب بـ "ما زلنا بانتظار إلغائهم للاستفتاء. ستكون هناك خطوات جديدة لنتخذها في حال عدم تجميد الاستفتاء". أما عندما سألته عن توقعاته حول وجود احتمل تجميد الاستفتاء فأجاب بـ "بالتأكيد يوجد احتمال تجميد الاستفتاء، ويجب أن يكون هذا الاحتمال موجوداً".

قلت لوزير الخارجية جاويش أوغلو: "أنتم عرضتم عليهم الذهاب إلى أربيل وبغداد قبل الاستفتاء لإيجاد حل مشترك بين الطرفين. بذلتم الجهود للحفاظ على حقوق الجميع إلا أن برازاني لم ينصت لما تقوله تركيا". فأجاب جاويش أوغلو بـ "عرضنا على أربيل أن نكون وساطةً وضمانا لهم. وقلنا لهم أن يكتفوا بذكر أسماء الدول التي يريدون أن نلقتي بها لنتوسط لهم. حذرناهم من المخاطر الذي سيجلبها لهم هذا الاستفتاء في الداخل والخارج. قلنا لهم إنهم سيسلطون عليهم بي كي كي وأن الأضرار التي ستأتيهم من تركيا ستكون أخف الأضرار". وأضاف قائلاً: "ارتكب برازاني خطأً كبيراً في حساباته".

برازاني يعدّ أنه اتخذ خطوة تاريخية في طريق إقامة كردستان المستقلة التي يصفها بـ "حلم الشباب"، ويقول إنه أصبح مستعداً للموت الآن. لكن نشب قلق وخوف من تحوّل أربيل إلى غزة جديدة بعد بدأ الحصار والعقوبات.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس