أحمد كيكيتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

يجب في البداية تهنئة صحيفة "غونيش" لأنها كانت الوحيدة التي كشفت فضيحة تورط بها حزب الشعب الجمهوري.

موضوعنا حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو ابن عم حزب العمال الكردستاني، بل إنه تنظيم إرهابي مسلح تأسس على يد قياديين في حزب العمال، وينشط في مناطق الأكراد بشمال سوريا.

هدف التنظيم، المدعوم أمريكيًّأ وغربيَّا بشكل علني، هو إقامة حكم ذاتي فيما يسميه "الكانتونات"، ومن ثم تحويله إلى "دولة إرهاب".

هذا التنظيم المسلح لا يحظى بدعم الدول الغربية وأمريكا فحسب، بل يتلقى دعمًا صريحًا من بعض الأوساط والتيارات السياسية في تركيا أيضًا.

لنستذكر أن ما أسماه التنظيم "ثورة روجاوة" أفرح كثيرًا حلفاءه في تركيا (حزب الشعوب الديمقراطي، حزب الشعب الجمهوري، بعض أتباع غولن).

إرهابيو حزب الاتحاد الديمقراطي استفادوا من ضعف السلطة في سوريا، وقتلوا مئات المعارضين الأكراد الذي لا يشاطرونهم أفكارهم، ونفوا مئات الآلاف منهم إلى شمال العراق، وأحرقوا المدارس، وأغلقوا الجمعيات، ووضعوا المساجد تحت المراقبة.

باختصار، ارتكبوا السبع الموبقات حتى مكّنوا لأنفسهم في المنطقة.

أطلق الليبراليون ومحبو الإرهاب في بلادنا على هذه البلطجة اسم "ثورة روجاوة"، ونظموا المدائح في وصفها. ومع هذا الكم من الداعمين، كان لا بد للتنظيم من الشرعية الدولية أيضًا.

أطلق التنظيم حربًا على "داعش" الذي أعلنته الدول الغربية وأمريكا "عدوًا مشتركًا"، ومكافأة له على ذلك حصل على السلاح والشرعية الدولية.

هذا التنظيم، الذي يُزعم أنه يقاتل داعش، لم يُدرج على قوائم الإرهاب، بل تم تقديم الأسلحة الثقيلة له.

يمتلك التنظيم اليوم 3500 شاحنة محملة بأسلحة الولايات المتحدة والناتو، من بينها صواريخ ومضادات للطيران.

الأمر الغريب أن الولايات المتحدة تزود حليفها في المنطقة (أي حزب الاتحاد الديمقراطي) بأسلحة فعالة مضادة للطيران لمواجهة تنظيم داعش، الذي لا يملك قوات جوية. أليس هذا غريبًا؟

ذكرت قبل قليل أن حزب الاتحاد الديمقراطي يحظى بدعم صريح من بعض الأوساط والتيارات السياسية في تركيا. هل تريدون مثالًا على ذلك؟

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أردال أق سونغر..

قال السيد أردال، في كلمة باجتماع فرع الحزب في ديار بكر، إن حزب الاتحاد الديمقراطي (أي حزب العمال الكردستاني) ليس تنظيمًا إرهابيًّا.

تبادر على الفور إلى ذهني تصريح لرئيس الحزب كمال قلجدار أوغلو قال فيه "لماذا على (بي كي كي) إلقاء السلاح؟ إنهم يحاربون داعش الآن".

هذا التصريح وسعي السيد أردال لشرعنة حزب الاتحاد الديمقراطي مفيدان للحزب أكثر من آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة.

نائب آخر لرئيس حزب الشعب الجمهوري، بولنت تيزجان، نهض عند تلاوة نشيد حزب العمال الكردستاني في مؤتمر حزب الشعوب الديمقراطي العام الماضي، ووقف احترامًا لعبد الله أوجلان.

يمكننا القول بكل صراحة إن حزب الشعب الجمهوري هو أهم حليف لحزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي، وإنه أصبح يشكل "مشكلة أمنية" بالنسبة لتركيا.

عن الكاتب

أحمد كيكيتش

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس