ترك برس

ربما تكون من الحالات النادرة التي يتفق فيها حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا مع الحكومة على مسألة ما، إلا أن "فضيحة المناورات" التي جرت أمس خلال مناورات لحلف "ناتو" في النروج، جعلت المعارضة والحكومة في صف واحد، يدينون الإساءة التي استهدفت مؤسس الجمهورية التركية أتاتورك ورئيسها الحالي رجب طيب أردوغان.

خلال كلمة له اليوم السبت في العاصمة أنقرة، أدان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو، بشدة الإساءة التي مست رموز الجمهورية التركية خلال مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي في النرويج أمس، معرباً عدم قبولهم بأي شكل من الأشكال توجيه أحد من الخارج إهانة إلى ماضي تركيا وحاضرها، على حد قوله.

وفي تعليقه على الاعتذارات المقدمة إلى تركيا من حلف "ناتو" والنروج، قال قليجدار أوغلو إنه لا يمكن تمرير الموضوع باعتذار عادي، مطالباً بفتح تحقيق موسع حول الأمر ومحاسبة المتورطين في الحادثة.

في السياق ذاته، أكد قليجدار أوغلو أن حزبه لا يعارض توجيه انتقادات لتركيا، غير أنه لا يمكن لأحد أن يسيء إلى مسؤوليها وماضيها، معبراً عن إدانته الشديدة للحادثة.

واختتم المعارض التركي بالإشارة إلى انتظارهم توضيحا مقنعا من الجهات المسؤولة حول هذه الإهانة التي مست بلاده، مشدداً أن تركيا لها سمعة طيبة، وأنها دولة تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

يأتي هذا عقب وقوع أزمتين أساءتا لمؤسس الجمهورية التركية أتاتورك ورئيسها الحالي أردوغان، وذلك خلال مناورات حلف "ناتو" الجارية في النروج. إذ قام أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك في النرويج المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، بوضع تمثال لأتاتورك، مع السيرة الذاتية لأحد قادة العدو.

أما الأزمة الأخرى فهي قيام أحد الموظفين المدنيين المتعاقدين مع الجيش النرويجي، بفتح حساب باسم "رجب طيب أردوغان" في برنامج محادثة أثناء دروس المحاكاة، لاستخدامه في التدريب على "إقامة علاقات مع قادة دول عدوة والتعاون معها".

وبعد إعلان الرئيس أردوغان في كلمة له عن الحادثة، قررت تركيا سحب قواتها المشاركة في المناورات المذكورة، تلاه اعتذارات متتالية من النروج، ووزير دفاعها ومن ثم من حلف شمال الأطلسي "ناتو" وأمين عامه ستولتنبرغ. كما أعلنت النيابة العامة في أنقرة فتح تحقيق موسع حول "الفضيحة"، فضلاً عن إصدار الخارجية التركية بياناً قالت فيه إنها ستتابع الإجراءات العقابية حول المتورطين في الحادثة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!