ترك برس

قال موقع "مون أوف ألاباما" الأمريكي إن حلف الناتو لم يعد حليفا مخلصا لتركيا بغض النظر عمن يتولى الرئاسة التركية، وإن الولايات المتحدة تتصرف ضد المصالح التركية والأمريكية على السواء، مشيرا إلى أن خروج تركيا من الحلف قد يتحقق بالفعل ولكن تركيا هي التي ستترك الحلف وليس العكس.

وذكر الموقع في تحليل له أن الحادثة الأخيرة التي وقعت خلال تدريبات حلف شمال الأطلسي في النرويج، وإظهار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، بمظهر الأعداء، يشير إلى موقف أكثر شمولية في معاداة تركيا.

وخلال مناورات للحلف في الأسبوع الماضي، وضع أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك في النرويج المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، تمثالا لأتاتورك، مع السيرة الذاتية لأحد قادة العدو. وفي حادثة ثانية فتح أحد الموظفين المدنيين المتعاقدين مع الجيش النرويجي، أثناء دروس المحاكاة، حسابا باسم "رجب طيب أردوغان" في برنامج محادثة، لاستخدامه في التدريب على إقامة علاقات مع قائد دول عدوة والتعاون معها.

وقال الموقع إن اعتذار الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، لتركيا عن الحادث لن يؤدي إلى تهدئة أنقرة.

وأشار إلى حادث مماثل وقع في عام 2006، عندما نشرت المجلة العسكرية الأمريكية المتخصصة "أرمد فورسز جورنال" خريطة جديدة للشرق الأوسط، وضعها الجنرال المتقاعد رالف بيترز، وقسّم فيها المنطقة إلى دول سنية وشيعية وكردية. وخفضت الخريطة حجم تركيا إلى النصف بعد إظهارها استقلال الأكراد.

ثم عرضت خريطة بيترز في كلية الدفاع التابعة للناتو في روما بحضور ضباط أتراك، وتبع ذلك ضجة واحتجاج تركيا، وكان على الولايات المتحدة أن تعتذر.

واستعرض الموقع مواقف الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين التي تدل على عداء لتركيا. فخلال محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو 2016 هاجمت طائرات الانقلابيين العاصمة أنقرة من قاعدة الولايات المتحدة الجوية في إينجرليك. وعندما أخفق الانقلاب منحت عدة دول في الناتو اللجوء للضباط المتهمين بالمشاركة في الانقلاب.

وبعد الانقلاب الساقط قررت تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400، وهي خطوة وصفها الموقع بالمنطقية؛ لأن الأنظمة الدفاعية الأمريكية البديلة غير فعالة ضد مهاجمة الطائرات والقذائف الأمريكية. وقد صممت الأنظمة الروسية S-400 لمواجهة تهديدات الأسلحة الأمريكية.

ولفت الموقع إلى تناقض رد الفعل الأمريكي إزاء حصول تركيا واليونان على منظومة دفاعية روسية، وتهديدها بوقف بيع طائرات الشبح إف 35 لتركيا، إذا أكملت صفقة شراء صواريخ إس 400، بحجة حماية تكنولوجيا طائرات الجيل الخامس من أن تنتقل إلى روسيا، في الوقت الذي تعمل فيه منظومة إس 300 الروسية في اليونان منذ عام 1997 دون اعتراض أمريكي.

وفي سوريا، تقوم الولايات المتحدة بتسليح وتدريب والقتال جنبا إلى جنب مع حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي يشن حرب عصابات على الجيش والدولة التركية.

وعلق الموقع بأن إهانة الناتو للسياسيين الأتراك، وتورط الولايات المتحدة في محاولة الانقلاب، والقيود المفروضة على بيع الأسلحة لتركيا والتعاون الأمريكي مع أعداء تركيا، تشكل كلها إهانة مفتوحة.

وأضاف أن من الواضح أن الناتو لم يعد حليفا موثوقا به لتركيا، بغض النظر عمن يتولى الرئاسة التركية. ولن يتغير الوضع الاستراتيجي إذا استعيض عن أردوغان ببعض الشخصيات القومية العلمانية.

ونوه إلى أن تركيا لن تتضرر من الخروج من الناتو، فهي قوة عسكرية واقتصادية ناشئة كبيرة، تسيطر على البوسفور وبالتالي على الوصول إلى البحر الأسود، ولها نفوذ في البلقان وكذلك في آسيا الوسطى، وهي نقطة عبور لمسارات الطاقة الرئيسية بما في ذلك خط أنابيب السيل الجديد الذي سيوصل الغاز الروسي إلى جنوب أوروبا.

وأضاف أن ما يعيق تركيا عن ترك حلف الناتو والانضمام إلى تحالف ضمني مع روسيا أشياء قليلة، فالطائرات المقاتلة الروسية المتطورة تعادل نظيرتها إف 35 الأمريكية، وحتى المصالح الاقتصادية التركية تبدو أكثر اتساقا مع مصالح روسيا من شمال أوروبا أو الولايات المتحدة.

وخلص الموقع إلى أن الولايات المتحدة ليست عدوا لتركيا، لكنها لا تتصرف وكأنها صديق وأفعالها ضد مصالح تركيا وكذلك مصالحها، مضيفا أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لتركيا لصياغة سياستها الإقليمية المستقلة، وأن تكون روسيا وإيران بسياستهما المناهضة لداعش ومكافحة الإرهاب في صميم التدابير التي ستنفذها تركيا من الآن فصاعدا.

وختم بالقول بأن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة دأب على المطالبة بطرد تركيا من الناتو، وقد يتحقق هذا بالفعل، لكن تركيا هي التي ستترك الناتو وليس العكس. وستكون الآثار مختلفة تماما عما كان متوقعا قبل عقد من الزمان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!