ترك برس

في ضوء اتفاق رؤساء روسيا وتركيا وإيران خلال قمة منتجع سوتشي قبل أيام على خطوات للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في سوريا، رأى محللون سياسيون أن الدول الثلاث أنقذت سوريا من من الوقوع في هاوية حرب أهلية دائمة على غرار الحرب التي تمزق ليبيا حاليا، وسترسم مستقبل سوريا ما بعد الحرب.

واستشهد البروفيسور باولو بوتا من جامعة كومبلوتنسي في مدريد، في حديث لوكالة سبوتنيك بتصريح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في ختام القمة حول جهود موسكو وأنقرة وطهران لتجنب تفكك سوريا والكارثة الإنسانية في البلاد.

وشدد يوتا على الدور القيادي للجهات الضامنة الثلاثة في تنفيذ وقف إطلاق النار السوري الذي تم توقيعه خلال المحادثات التي عقدت في أستانا، ووضع برنامج يهدف إلى ضمان السلام بين الأطراف المتحاربة.

من جانبه أكد جيفورغ ميرزايان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم المالية التابعة للحكومة الروسية، على أهمية الدور الذي لعبته الدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران، ووصفه في مقال نشرته وكالة ريا نوفوستي بـ"محور إعادة الانضباط".

وأوضح الأكاديمي الروسي أن موسكو دعت جميع الأطراف المعنية، بدلا من القتال من أجل الهيمنة فى الشرق الأوسط، إلى التعاون من أجل الحفاظ على الاستقرار والتنمية المستدامة فى المنطقة، وأنها عرضت مرارا على الولايات المتحدة توحيد الجهود لحل القضية السورية. بيد أن نداء موسكو لم يلق أذنا صاغية من واشنطن.

وأضاف أن الوضع قد تغير في الوقت الحالي، ففي حين أن الأمريكيين يخسرون أرضا في الشرق الأوسط، تدخلت موسكو، وأنقرة وطهران طهران لإنقاذ الوضع.  

ووفقا لميرزايان، فإن هذه الدول الثلاثة المنتصرة على تنظيم داعش هي من ستحدد مستقبل سوريا ما بعد الحرب، مشيرا إلى أن قمة سوتشي الأخيرة أطلق عليها اسم "قمة يالطا الشرق الأوسط" تشبيها بمؤتمر يالطا الذي عقدته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، لترتيب أوضاع العالم بعد انتهاء الحرب.

من جانبه، حذر باولو بوتا من أن تنظيم داعش الإرهابي أبعد ما يكون عن الهزيمة. وقال البروفيسور الإسباني إن مقاتلي التنظيم ما زالوا يشكلون تهديدا خطيرا للأمن العالمي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!