ترك برس

تستعدُّ تركيا لاستضافة مؤتمر "غاستروماسا" الدولي لفنون الطبخ بدورته الثالثة في مدينة إسطنبول، في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر المقبل. سيضمُّ المؤتمر طهاةً عالميين متخصصين، وتسعى تركيا من خلاله لتقديم فن الطبخ التركي إلى العالم من خلال منصة دولية، ورفع تركيا إلى القمة كأفضل وجهةٍ سياحية وأفضل دولةٍ في فنون الطهي في العالم.

ولتسليط الضوء على الحدث تم عقدُ مؤتمرٍ تعريفي بـغاستروماسا في مركز الخليج للمؤتمرات من قبل شركة سوزان Sözen.

وقال المتحدث باسم الشركة، غوكمان سوزان، إن مهمة المؤتمر الأساسية هي المساهمة في تعزيز قطاع السياحة التركي، وأضاف أن شركته قامت بتنظيم عدة جولاتٍ خاصةٍ بفنون الطهي التركية وتذوق الطعام التركي في أهم المدن التركية، بالإضافة للجولات السنوية التي تعقدها في إسطنبول.

وذكر غوكمان أنهم سيقومون هذا العام بأخذ متخصصي الطهي إلى مدينة كابادوكيا السياحية الشهيرة لمدة يومين، شاكرَا لبلدية غوريمي Göreme تعاونها السخي معهم. كما أنهم يخططون لرحلةٍ ليومين إلى مدينة غازي عنتاب في العام القادم، وتعرف هذه المدينة بثرائها بفنون الطهي حيث تم إدراجُها ضمن شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية.

وأضاف: "إن مهمتنا هي جعلُ غاستروماسا واحدًا من أفضل خمس مؤتمرات لفنون الطهي على مستوى العالم. نحن نخطط لجعل المؤتمر علامةً تجاريةً تركيةً في الطهي من خلال نقله إلى دولٍ أخرى بعد عام 2020".

وعن الأهمية التي يشكلها المؤتمر، يقول غوكمان: "إن الجولات الخاصة بفنون الطهي بالإضافة للجولات التاريخية التي قمنا بتنظيمها في المدن التركية التي تحمل خصائص جيوسياسية وجغرافية وتاريخية فريدة مثل إسطنبول، تشكل أهميةً كبيرةً بالنسبة إلينا وبالنسبة لقطاع السياحة في بلادنا".

وأشار رئيس بلدية منطقة بيوغلو، أحمد مصباح ديميرجان، إلى أن الوجهات السياحية والأسس التي يعتمدها السياح في اختيار وجهاتهم تختلف من سنةٍ إلى أخرى، ولكن الثقافة الغذائية دائمًا ما تكون جاذبةً للسياح.

وأكّد رئيس البلدية أن تركيا هي قلب العالم والجسرُ الواصلُ بين القارات والحضارات، وأن إسطنبول هي المكان حيث ينطلق ذلك الجسر.

وقال: "لقد اعتادت تركيا سابقًا على التركيز في قطاعها السياحي على البحر والرمال والشمس في ساحل البحر الأبيض المتوسط. لكنها مؤخرًا باتت تسلك نهجًا أكثر انفتاحًا على مختلف مناطقها من خلال تسليط الضوء على تاريخ البلاد الغني، وثقافتها وفنونها، والاستفادة منها، بالإضافة لمجالي الرياضة والتسوق."

وأضاف أن تركيا بولاياتها الإحدى والثمانين، تملك ألفين و500 مطبخ إقليمي مختلف، وتتصدرُ غازي عنتاب الولايات بـ 91 مطبخًا خاصًا بها.

وتابع قائلًا: "إن الغذاء يعد واحدًا من أكثر الطرق فعاليةً في نشر الثقافة. وتعدُّ تركيا دولةً غنيةً بالثقافة الغذائية الحكيمة، وتبحث الدولة اليوم عن طرقٍ جديدةٍ من أجل تعريف نفسها باستخدام الحقل الثقافي الغذائي". وأضاف: "يأكل الناسُ ويشربون من أجل البقاء على قيد الحياة، ومن هنا جاءت مجموعةٌ من أبرز المواهب التركية. إنني أتقدمُ بشكري لكل من ساعد في تقوية إمكانيات بلادنا وتعزيزها".

ومن جهتها، سلطت رئيسة بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، الضوء على فنون الطهي باعتبارها عنصرًا هامًّا في الاقتصاد. وقالت في هذا الصدد: "تتنافس المدن في الوقت الحاضر على الصعيدين المحلي والدولي. كما أن تنوع المنتجات مذهل، وهو في الواقع علامة إيجابية على التنمية البشرية والثقافية، ونتيجة لذلك، نحن بحاجة إلى تعزيز المطبخ الخاص بنا".

كما أكدت على أن تركيا تمتلك إمكانياتٍ في فنون الطهي يجب إدخالها إلى دول العالم، حيث تقول: "يمكن القول إن السياحة المعتمدة على فنون الطهي وتذوق الطعام بالنسبة للتنمية الإقليمية، هي أشبه بفطيرة، ونحن بحاجةٍ إلى اقتطاع شرائح كبيرةٍ منها. وقد استطعنا بالفعل تحقيق خطواتٍ كبيرة في مجال العمل التطوعي ورأس المال البشري. نحن الآن في أسفل السلم، لكن فطيرة السياحة المعتمدة على فنون الطهي كبيرةٌ جدًا، ونحن بحاجةٍ إلى إنشاء نماذج تنموية فعالة للحصول على أكبر شريحةٍ ممكنة. إذا استطعنا إدارة الفطيرة بشكلٍ جيد، وبناء خططٍ جيدة وفعالة، سنتمكن من تحقيق اقتصادٍ قوي جدًا".

وترى فاطمة أن هناك حاجةٌ لوجود خطة ملموسة، تقول فاطمة: "إن هذا ليس نموذجًا لمدينةٍ صغيرة ولكنه للمنطقة الأناضولية كلها لتعزيز التنمية والتقدير الثقافي على أملٍ كبيرٍ في أن نتمكن من تحقيق كل شيء إذا كان بإمكاننا العمل بشكلٍ فعّال".

ووفقًا للمعلومات الواردة في المؤتمر الصحفي التعريفي بـغاستروماسا سيقوم أفضل الطهاة حول العالم بعقد ورشات عملٍ لإعداد الأطباق الخاصة بمناطقهم. ومن بين الطهاة الذين سيتواجدون في المؤتمر، الشيف الإسباني جوان روكا الحاصل على جائزة أفضل طاهٍ في العالم بالإضافة لنيل مطعمه المرتبة الثالثة في قائمة أفضل 50 مطعما في العالم، كما سيتواجد الشيف ماورو كولاغريكو الموجود أيضًا على نفس القائمة، والشيف هيروياسو كاوات الذي أدرج في قائمة أفضل 50 مطعمًا في آسيا، والشيف باكو توريبلانكا المعروف باسم شيف معجنات الملوك في إسبانيا، وميتسوهارو تسومورا وفرجيليو مارتينيز الذين تم اختيارهما كأفضل اثنين من الطهاة في أمريكا اللاتينية، وجانلوكا فوستو وهي واحدة من أفضل طهاة المعجنات في العالم، وأندريا دوبيكو وكاميلا سيدلر الذي تم اختياره كأفضل شيف في أمريكا اللاتينية سنة 2016.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!