هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

ماذا قال ترامب؟

"نحن قريبون جدًّا من السلام، أكثر من أي وقت مضى. لهذا آن الأوان للاعتراف بالقدس رسميًّا عاصمة لإسرائيل".

لماذا؟

ربما كما قال..

وربما يكون سعى لإضفاء حيوية على صورة "الرئيس التنفذي"، التي بدأت تبهت في عيون الناخبين من جهة، ولكسب دعم اللوبي اليهودي في صراعه الداخلي من جهة أخرى. يمكنني أن أتفهم هذا التأويل.

أو يمكننا الإصغاء لمن يقولون إن ترامب يضطلع بشكل مباشر بتنفيذ مخطط تحالف الإنجليين/ الصهاينة في إشعال "الحرب النهائية بين الإسلام والغرب". يمكننا التفكير أن قرار القدس شرارة كبيرة لإشعال هذه النار. 

لكن ما قصة "الاقتراب من تحقيق السلام الدائم"؟

من أجل أي قضية دقيقة طُرحت هذه الكذبة العريضة؟

في البلدان العظمى، حتى وإن استلم مجنون مقاليد الحكم (هذا هو الظاهر من الأمر)، لا تترك القرارات أبدًا له ليبت فيها. 

في الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين لا تُترك القرارات لنزوات الساسة اليومية، هذا أمر لا جدال فيه. 

إذا كانت الولايات المتحدة اتخذت قرار نقل سفارتها إلى القدس عام 1995، ولم تطبقه فكونوا على ثقة أن هذا التأجيل سببه  انتظار التوقيت الأنسب على الصعيد الاستراتيجي. 

وهم يعتقدون أن التوقيت مناسب الآن. هذا هو لب الموضوع.

وهذه الحملة هي جزء من الاستراتيجية التي تضمنت في وقت سابق حملتي ترامب بخصوص الإمارات والسعودية.

أعود لأقول إن ترامب يعتقد بـ "قرب تحقق السلام الدائم في فلسطين".

لأن من دفعوا ترامب في هذا الطريق نفذوا عملية ضخمة في العالم العربي، وخلال عدة أشهرأتوا بأنظمة من رأسها لأخمص قدميها متملقة لإسرائيل ومتداخلة معها.

وإذا واجه من حركوا ترامب ردًّا عنيفًا فهذا يتوافق مع مخططاتهم على المدى الطويل. فقد حسبوا حساب تزايد الانقسام في الشرق الأوسط.

هل قلتم إيران؟

لا تقلقوا، ليس هناك أحد في واشنطن منزعج من مناوئة إيران. على العكس هم يحبون هذا التوازن، لأنه يخدم مصالحهم.

ما يفسد كل الحسابات هو مقاومة تركيا لهم وصراحة زعيمها رجب طيب أردوغان..

هذا مالم يستطعوا التغلب عليه..

وإذا استمر الحال على هذا المنوال ستبوء جهودهم بالفشل.

لأن هناك حدود للتسلط والظلم والإجحاف.

ليس هناك ما يحدث بمحض الصدفة، بما في ذلك المصائب التي ستحل بالولايات المتحدة أيضًا..

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس