ترك برس

عقد مسؤولون كبار من تركيا والاتحاد الأوروبي اجتماعاً رفيع المستوى حول "الحوار الاقتصادي" يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول، وصرحوا بأنهم يسعون إلى تحسين العلاقات، وتعزيز الأداء الاقتصادي وحل القضايا المشتركة الكبرى، بعد فترة الجمود التي أصابت العلاقات بين كلا الطرفين.

شارك في الاجتماع الذي عقد في العاصمة البلجيكية "بروكسل" نائب رئيس الوزراء التركي "محمد شيمشيك" ونائب رئيس المفوضية الأوروبية "جيركي كاتينين" المسؤول عن الوظائف، والنمو، والاستثمار، والقدرة التنافسية، وركز الجانبان في الاجتماع على كيفية إنشاء منصة لمواكبة دوائر الأعمال بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الصدد أعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية "جيري كاتينين" أن الاتحاد الأوروبي وتركيا "شريكان استراتيجيان"، وأن كلا من تركيا وأوروبا بحاجة لبعضهما البعض للنمو اقتصادياً وحل التحديات الدولية المشتركة الكبرى، جاء ذلك في حديثه للصحفيين بحضور نائب رئيس الوزراء التركي.

وأشار "كاتينين" إلى أن العلاقات الثنائية يجب أن تتحسن "حالما تكون الظروف صحيحة"، مشيراً إلى مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن سيادة القانون والحقوق الجوهرية في تركيا.

من جانبه قال نائب رئيس الوزراء التركي "محمد شيمشيك" إن تركيا والاتحاد الأوروبي بقيا شريكين قويين، ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى أن تظل أنقرة ملتزمة بالحفاظ على قيم الاتحاد.

وأضاف "شيمشيك": "بالنسبة لتركيا، يبقى الاتحاد الأوروبي مصدر الإلهام عندما يتعلق الأمر بتعزيز سيادة القانون، لكن يتعين على كلا الجانبين التركيز على جدول أعمال أكثر ايجابية"، مشيرًا إلى أن "تركيا ليست عائقا، وإنما هي أصل للاتحاد الأوروبي، وحكومتي في تركيا ملتزمة بتبني الحقوق الأساسية وسيادة القانون"، مطالباً الاتحاد الأوروبي بأن يدرك أن تركيا قد تجاوزت فترة صعبة للغاية في العامين الماضيين.

وشارك في اجتماع الحوار الاقتصادي المفوض "بيير موسكوفيتشي"، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والمالية والضرائب والجمارك، بالإضافة إلى المفوضة "سيسيليا مالمستروم" المسؤولة عن التجارة. ومن الجانب التركي حضر كل من وزير الاقتصاد "نهاد زيبكجي" ووزير الجمارك والتجارة "بولانت توفينكجي" كما انضم للمناقشات ممثلان من الاتحادات التجارية الأوروبية والتركية.

تركيا لا تزال ترغب في تحديث اتفاق الاتحاد الجمركي

أوضح شيمشيك في خطاب له في وقت سابق من يوم 8 ديسمبر خلال مؤتمر نظمه مركز السياسة الأوروبي في بروكسل، أن تركيا لا تزال تريد تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي. وقال: "إن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الاوروبي يصب في مصلحة الجميع"، مؤكداً على أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لا يزال "هدفاً لا غنى عنه" لبلاده، وأن تركيا المستقرة والمزدهرة تخدم المصالح الأوروبية.

وفي السياق ذاته دعا نائب رئيس الوزراء إلى اتفاقية تجارية جديدة تحرر جميع قطاعات الخدمات والتدابير العامة مع الاتحاد الأوروبي، منوهاً إلى أن اقتصاد تركيا مستمر في التقارب مع نظيره في الاتحاد الأوروبي.

واستدرك شيمشيك قائلًا: "تركيا لديها قطاع مصرفي قوي جداً، وإن الإنفاق على التعليم بالتزامن مع تحسين بيئات الاستثمار الداخلية والخارجية هو من أولويات الإصلاح في البلاد"، مؤكدا على أن تركيا ملتزمة بإجراءات الإصلاحات رغم الظروف بقوله: "إننا ملتزمون بشدة بإجراء إصلاحات رغم التحديات التي نواجهها، حيث تواجه بلادنا تهديداً إرهابياً مستمراً، ولم تكن حالة الطوارئ إجراءً سياسيًا وإنما هي أداة ضرورية في الأوقات الصعبة."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!