ترك برس

افتتح وزير الثقافة و السياحة التركي عمر تشيلك متحف الآثار الإسلامية و التركية، بميدان السلطان أحمد بمدينة اسطنبول، و ألقى السيد تشيلك كلمة خلال حفل الافتتاح، الذي تم بمشاركة كلٍ من السادة، مستشار وزارة الثقافة والسياحة البروفيسور خلوق دورصون، و مدير إدارة الثقافة والسياحة بمدينة اسطنبول، و رئيس بلدية الفاتح مصطفى ديمير، و مفتي اسطنبول رحمي ياران، و مدير متحف الآثار الإسلامية و التركية سراج الدين شاهين. و جاء في كلمة الوزير تشيلك : " إننا في هذا المتحف نعرض الآثار التي يجب على المسلمين تقديمها لرؤيتها للعالم، بعكس أولئك الذين يدعوّن الإسلام، ويحطمون مثل هكذا آثار، و يقتلون النفس البشرية بغير حق. أياً كان اسم هؤلاء، فإن الإسلام براء منهم، و أقولها أمام العالم كله، إنهم لا يمتون للإسلام بأية صلة لا من قريب ولا بعيد".

 و حول المجزرة التي ارتكبتها طالبان بمدرسة في مدينة بيشاور الباكستانية مؤخراً قال تشيلك: "إنهم يقتلون البشر باسم الإسلام، في باكستان و العراق و سوريا و نيجريا، إن هذه العصابات الإرهابية تمارس القتل مستخدمة الشعارات و القيم الإسلامية، كما تحرم الأطفال الإناث من حقهن في التعليم، و هذه الممارسات بعيدة كل البعد عن الإسلام. إن أهم ما يؤلمني هنا هو قتلهم للأطفال، النفس الإنسانية عزيزة في الإسلام، و كذلك الأطفال و النساء، تعد الآثار الإسلامية المعروضة في المتحف نتاج حضاراتنا القديمة، فرسالة الإسلام وصلت لأقصى بقاع العالم و امتدت ليومنا هذا بالفكر و بالحب و التسامح والسلام، و المسلمون الذين أورثونا هذه الرسالة، تركوا خلفهم الكثير من الآثار الملموسة للعالم، التي تُعرض في المتاحف، و إننا نرى بأنه من واجبنا الحفاظ على هذا الإرث الحضاري، و استمرار عرضه للأجيال القادمة".

كما أكد تشيلك بأنهم كوزارة السياحة يضعون بين أولوياتهم، الحضارات التي قامت في تركيا أولاً، حيث قال: " نضع الآثار التي تعود للحضارات التي عاشت في تركيا ضمن أولويات عملنا دون أي تمييز بين هذه الحضارات، ضمن إطار فهمنا العصري للمتاحف، بعيداً عن أساليب العمل التقليدية و باستخدام التقنيات الحديثة في ترميم الآثار المهترئة و إعادة عرضها للزوار. إننا لا ننظر للمتاحف بأنها أماكن لعرض القطع الأثرية فقط، بل نراها أدوات مهمة للحياة الثقافية والاجتماعية. حيث نسعى لإقامة العديد من الفعاليات و المشاريع الهامة كالمعارض الدائمة و المؤقتة و دور سينما و مقهى و مطعم و الكثير من المرافق العامة التي ستجعل هذا الميدان مركز جذب هام للجميع".

و أضاف تشيلك بأن مشاريع إنشاء المتاحف مستمرة في 47 مدينة، و أن الوزارة أتمت منذ عام 2003 ترميم و صيانة 123 متحف، و خلال نفس الفترة افتتح 44 متحف، كما أن أعمال التخطيط و الدراسة و الإنشاء و إعادة البناء جارية في 52 متحف.

متحف الآثار الإسلامية والتركية يمتلك مكانة تاريخية هامة بسبب الآثار المتنوعة التي يحتويها، إضافة للحقبة التاريخية الحرجة التي أُنشأ بها المتحف قبل قرن من الزمان، بحسب تشيلك حيث قال: "إن المتحف يكتسب أهميته من الآثار الإسلامية و التركية، التي جمعت لأول مرة في مكان واحد، في قصر إبراهيم باشا الذي يعود للقرن السادس عشر، للحد من نهبها خلال الغزو الغربي لأراضينا، تحت اسم متحف الأوقاف الإسلامية،  و تحديداً بتاريخ 27 أبريل/نيسان عام 1914، قُبيل دخولها في الحرب العالمية الأولى بـ7 أشهر، في الحقبة التي كانت تعاني منها الإمبراطورية العثمانية الكثير من الاضطرابات و الضغوطات، حيث كانت هناك عصابات منظمة تعمل على تهريب الآثار الإسلامية خارج حدود الامبراطورية، فتم في تلك الفترة جمع الكثير من هذه الآثار من الجوامع و الأضرحة  و الدور الدينية المتنوعة في متحف الأوقاف الإسلامية و وُضعت تحت حماية الحراس".

بدأت أعمال الترميم و الصيانة في المتحف عام 2012 و بكلفة تبلغ 16,4 مليون ليرة تركية، و يحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيسه، و يحتوي على مجموعة غنية من الآثار يصل عددها للـ 45 ألف أثر، تعود للفنين الإسلامي و التركي من مختلف العصور، و صنف تشيلك محتويات المتحف بخطوطه العريضة كالتالي: "قسم أوراق الشام التي يعود تاريخها للقرن الثامن، و تم إضافتها لخزينة المتحف عام 1917،و يضم أيضاً النسخ الأولى للقرآن الكريم، حيث تعتبر هذه الأوراق ذات مكانة مهمة في العالم الإسلامي لدورها الكبير في تطوير فن الكتب الإسلامية. و قسم آثار سامراء، أولى الآثار التي تم التنقيب عنها في تاريخ علم الآثار الإسلامي. إضافةً لقسم آثار الرقة التي اكتشفت في القرن التاسع عشر، مع تجسيد لأعمال الحفر تلك. وخلال أعمال الترميم في الميدان و تحديداً في مضمار السباق الروماني عُثر على بعض الآثار، سيتم عرضها لأنظار لزوار. و أخيراً قسم الأمانات المقدسة التي تعود لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام".

و بُعيد كلمته، اختتم الوزير تشيلك الافتتاح بجولة ضمن المتحف برفقة الوفد المرافق له.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!