ترك برس - ديلي صباح

اتُّهِم الرئيس السابق لوحدة الاستخبارات في جهاز الشرطة علي فؤاد يلمازير الذي يتبع حركة فتح الله غولن بترؤّس مؤامرة استهدفت مجموعة دينية منافسة، إضافة إلى تُهم التّنصت التي هو معتقل الآن للتحقيق بشأنها. ويُتّهم أتباع حركة غولن بتنفيذ عملية ضدّ مجموعة دينية منافسة في عام 2010 للقضاء على ما أسموه بـ"التهديد" النابع منهم.

ورفض المحامي المرموق والصحفي فيديل أوكان مزاعم أنّ اسم "تهشية" كان أول من أطلقه زعيم حركة الخدمة فتح الله غولن، في إحدى مواعظه في عام 2009. وبدلاً من ذلك، ادّعى أوكان أنّ هذه التسمية وردت لأول مرة في تقارير عن أنشطة المجموعة، كانت من توقيع يلمازير. وفي حال تمّ التأكّد من موثوقية التقرير، تكون المؤامرة التي يُتّهم أتباع حركة غولن بتدبيرها ضدّ مجموعة "تهشية"، قد أُطلقت من قبل يلمازير.

وقد بحث المحامي فيديل أوكان ورئيس غرفة أخبار صحيفة ديلي صباح العملية التي أطلقت في 14 كانون الأول/ ديسمبر كجزء من التحقيق بحق رجال شرطة وإعلاميين وقناة تلفازية خاصّة "آى خبر Ahaber" مرتبطة بحركة غولن، وتبادلا تحليلات ووثائق حول قضية "تهشية".

وكان النائب العام في إسطنبول، الذي أعطى الضوء الأخضر لاعتقال المشتبه بهم المرتبطين بحركة غولن بعد شكوى من بعض أعضاء مجموعة "تهشية" - اسمٌ يُعتقد أنّ غولن كان أو من استخدمه - وأصدر أمراً باعتقال 31 مشتبه بهم يوم الأحد 14 كانون الأول. وبعد التحقيقات، تمّ إطلاق سراح كلّ المشتبه بهم عدا أربعة، ولم يبق أي صحفي قيد الاعتقال.

على الرغم من محاولة وسائل إعلامية قريبة من الحركة تصوير العملية على أنّها تتعلّق بالتعدّي على حرية الإعلام، فقد كان التّحقيق متعلّقاً باعتداءات مثل الافتراء وتلفيق الجرائم.

وخلافاً للصورة التي تسوّقها دوائر الإعلام التابعة لحركة غولن، فقد تمّ اتهام المشتبه بهم بالاشتراك في مؤامرة ضد مجموعة كانوا يرون فيها تهديداً لكيانهم. المجموعة المعارضة، التي تتبع تعاليم إسلامية شبيهة بتعاليم حركة غولن، كانت تؤثر بشكل سلبي على سمعة حركة غولن ممّا يُعتقد أنّه أدّى إلى المؤامرة التي اشترك فيها المشتبه بهم لـ "التّخلص" من المجموعة.

ويُدّعى أنّ علي فؤاد يلمازير، الذي كان رئيس وحدة الاستخبارات في جهاز الشرطة في ذلك الوقت، كان قد وقّع على تقرير رسمي فيه تفاصيل عن أنشطة جماعة تهشية.

وقد أثارت قضية تهشية نقاشات مع عدد من النقّاد والصحفيين حول كيفية بناء المؤامرة المزعومة. ويُعتقد أنّها بدأت عبر خطبة ألقاها فتح الله غولن في 3 نيسان/ أبريل 2009، استهدف خلالها المجموعة، الّتي صوّرت منذ البداية على أنّها مجموعة إرهابية. وكانت الخطبة قد أذيعت قبل عام من تنفيذ العملية، والّتي تسبّبت بحبس أفراد من المجموعة لفترة تتراوح بين 8 و20 شهراً.

وكشفت تقارير وأدلّة جديدة قُدِّمت من قبل المحامي أوكان أنّ المجموعة استهدفت لأول مرة من قبل رئيس الشرطة السابق يلمازير في تقرير رسمي يحمل توقيعه. ويتحدّث التقرير المؤرّخ 3 كانون الأول/ ديسمبر 2008 - في وقت سابق لخطبة غولن - عن المجموعة وأنشطتها المزعومة.

من جهته، أشار أوكان إلى أنّ غولن نفسه لم يقم بإعداد هذه الخطّة، موضحاً أنّه قد تمّ توجيهه من قِبَل المقرّبين منه، ومؤكّداً أنّ غولن "علِم لأول مرة عن المجموعة من أتباعِه".

ويرد اسم "تهشية" كذلك في تقرير مزعوم ينصّ على ما يلي:

"مجموعة تهشية من حركة النّور، تقوم بأنشطتها في مدن إسطنبول وأنقرة وأكساراي وبيتليس وبورصة وإلازيغ وأرضروم وقيصري وقونيا وملاطيا وموش وسيواس ووان، كما في عدد من الدول مثل فرنسا وألمانيا والسعودية، وتتكوّن من نحو 5 آلاف عضو". يذكر التقرير كذلك أنّ المجموعة أبقت أنشطتها سريّة لكل لا تجذب الأنظار.

وفي التقرير الموقّع من قبل يلمازير، يُنظر إلى المجموعة كذلك باعتبارها عقبة أمام الإصلاح الإسلامي المُتّبع من قبل حزب العدالة والتنمية، كما أنّها تعدّ أعضاء حركة غولن "منافقين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!