ترك برس

رأى الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية، علي حسين باكير، أن هناك مواجهة سياسية تركية - أميركية تلوح في الأفق، وسط تساؤلات عن قدرة تركيا على الدفع بأجندتِها الخاصة في سوريا في مثل هذه الظروف ووسط دعم أميركي متزايد للميليشيات الكردية المسلحة.

وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، كان قد حذّر من أنّ العلاقات التركية- الأميركية قد تتضرر على خلفية دعم واشنطن المستمر للميليشيات الكردية بشكل يصعب معه إصلاحها فيما بعد.

واعتبر باكير، في تحليل نشرته صحيفة "القبس" الكويتية، أنه من الناحية النظريّة، تمتلك أنقرة ما يخوّلها الدفع بأجندتها داخل سوريا في المعركة القائمة حاليا، فهي تمتلك واحدا من أقوى الجيوش في المنطقة وثاني اكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسبق لها ان نفّذت عمليات عسكرية ناجحة في الشمال السوري أبرزها عملية درع الفرات، وذلك مقابل تكاليف مقبولة لناحية العتاد والخسائر البشرية.

وأضاف أنه من الناحية العملية الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك، ويعتمد على عناصر أخرى متداخلة ومتحرّكة في نفس الوقت لعل اهمّها وضع المعارضة السورية المسلّحة والسياسية، وطبيعة العلاقة مع روسيا، ومع إيران في توقيت محدد.

وتابع: صحيح انّ شريحة من السوريين بدأت تجادل مؤخراً بانّ اللاعب التركي يبحث عن مصالحه من خلال تحركاته السياسية او العسكرية، لكن لا تعارض في الغالب في الهدف النهائي الذي يريده الجانب التركي والمعارضة السورية.

فالمعارضة لديها مصلحة في ان تدفع تركيا هذه الميليشيات خارج الحزام الشمالي، لانّ من شان ذلك أن يتيح إعادة جزء كبير من أهالي المناطق الشمالية من العرب، الأمر الذي يساعد فيما بعد على تثبيت السيطرة لمصلحة المعارضة، وكذلك الامر فيما يتعلق بتوسيع رقعة ونسبة الأراضي التي يسيطرون عليها.

بالنسبة الى أنقرة، فانّ الميليشيات الكردية المدعومة أميركيا، التي تعتبر فرعاً سورياً لحزب العمّال الكردستاني المصنف إرهابيا في تركيا، تشكّل خطراً حقيقياً على الأمن القومي، ولذلك فهي ترى أنّ هناك حاجة لتطهير المناطق المحاذية للحدود التركية منها، بالإضافة الى وقف إمداد واشنطن لهذه الميليشيات بالأسلحة والعتاد وسط معلومات تشير الى انّ الولايات المتّحدة قامت بإمداد الميليشيات بأكثر من 4500 شاحنة من الاسلحة كما أشار الرئيس التركي.

أما واشنطن، فهي تنظر الى الميليشيات الكردية المذكورة على انّها موطئ القدم الأخير للولايات المتّحدة في سوريا، ولذلك فمن الصعب تصوّر تخلي أميركا عنها في هذه المرحلة بالتحديد، وهو ما يعني انّ عوامل الاصطدام بين أنقرة وواشنطن ستبقى قائمة، لكن نتيجة المعركة ستحددها موازين القوى والتحالفات على الأرض.

إذا ما كان وضع المعارضة السورية المسلحة متقدما، واذا ما حافظت انقرة على علاقات متماسكة مع روسيا وإيران خلال المعركة، فمن المتوقع لها ان تحقق تقدما في أجندتها بخصوص عفرين.

سيكون هناك أثمان بالتأكيد، لكن المهمّة ليست بالمستحيلة الا اذا عارضت موسكو مثل هذه العملية او عملت على عرقلتها، حينها لا يمكن للجانب التركي ان يواجه معارضة أميركا وروسيا معا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!