ترك برس

ناقش خبراء ومحللون سياسيون، خلال برنامج حواري على قناة "التلفزيون العربي"، تطورات عملية "غصن الزيتون" العسكرية وتداعياتها ومواقف القوى الدولية منها، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية.

وتستمر علمية "غصن الزيتون"، التي أطلقها الجيش التركي في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، مستهدفةً المواقع العسكرية لميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK)، في منطقة عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.

وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن عملية "غصن الزيتون" ستستمر حتى تطهير المنطقة من الجماعات التي تضعها أنقرة على قوائم الإرهاب، وأن أهداف العملية تشمل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

من جهته، طالب وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، تركيا بضبط النفس في عفرين، محذرا من استغلال "تنظيم الدولة الإسلامية" لتداعيات العملية العسكرية التركية.

وعقّب المحلل السياسي التركي مصطفى حامد أوغلو على حديث وزير الدفاع الأميركي حول أن العملية قد تزعزع استقرار منطقة كانت آمنة، بأن "المنطقة لم تكن آمنة وتركيا تعرضت لتهديدات مستمرة على مدى الأعوام الماضية".

وأشار حامد أوغلو إلى أن "مدينتي كيليس والريحانية التركيتين استُهْدِفتا أكثر من مرة، فضلا عن تسلل العناصر التي تقوم بعمليات إرهابية داخل الأراضي التركية".

وأضاف حامد أوغلو أن "تركيا تستضيف اليوم أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري نزحوا من بطش قوات النظام وداعش والميليشيات الكردية، بين هؤلاء اللاجئين حوالي نصف مليون سوري من أصول كردية، ونجاح عملية غصن الزيتون سيسمح لأعداد كبيرة من اللاجئين بالعودة إلى مناطقهم"، مدللا بأنه "عندما انتهت عملية درع الفرات، عاد آلاف اللاجئين السوريين إلى مدن جرابلس والراعي والباب".

ورأى الكاتب التركي أن هناك مؤشرات قوية على نجاح العملية، عدد منها "معلومات الاستخبارات التركية، والحراك التركي الدبلوماسي، نجاح أنقرة في تهيئة الجو الإعلامي العام، والاستعدادات العسكرية".

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، قال حامد أوغلو إن "العلاقات التركية الأميركية تمر حاليا بأسوأ حالاتها، وأنقرة لم تعد تثق في التصريحات الأميركية"، لافتا إلى أن "المتحدث باسم الحكومة التركية صرَّح أنه لا يوجد بعد اليوم شيء لا تستطيع أنقرة تجاوزه بعدما وصلت الأمور إلى هذا الحد".

وزعم حامد أوغلو أن "روسيا تخلت عن وحدات الحماية الكردية لأنها بحاجة إلى الدعم التركي في مؤتمر سوتشي".

وفي السياق نفسه، قال الباحث المتقدم في المركز العربي بواشنطن الدكتور رضوان زيادة، إن موقف الولايات المتحدة سوف يتحدد وفقا لكيفية سير العملية ومداها الزمني ونتائجها.

وتابع زيادة: "يبدو أن تركيا عازمة على إنهاء العملية العسكرية في عفرين بسرعة لتتوجه بعدها إلى منبج".

وأشار إلى أن "مواقف روسيا والولايات المتحدة وفرنسا كانت حذرة للغاية، خاصة بعد أن قدَّم الجانب التركي أدلة على قيام وحدات حماية الشعب الكردية بقصف مناطق مدنية في تركيا، وبالتالي تستطيع أنقرة أن تحاجج بمنطق القانون الإنساني الدولي لإثبات أن ما تقوم به هو رد فعل وضبط للحدود من أجل سلامة مواطنيها".

وعلى الصعيد العسكري، قال زيادة إن "قوات الحماية الكردية استطاعت هزيمة تنظيم الدولة في العديد من المناطق بسبب الغطاء الجوي الأميركي. وعندما غاب هذا الغطاء، لم تستطع التقدم باتجاه الرقة وعين عيسى ودير الزور".

وأردف زيادة أن "الولايات المتحدة الأميركية ليست مهتمة كثيرا بعفرين، ولكن إن تقدمت القوات التركية نحو منبج، فقد يثير ذلك توترا كبيرا بين واشنطن وأنقرة".

وعند سؤاله عن الخطوط الحمراء التي لا يمكن أن تقبل واشنطن بتجاوزها، قال زيادة إن "الأمور تتغير بسرعة وبشكل كبير، والأقوى على الأرض هو من سيحدد الخطوط الحمراء".

ولفت الباحث السياسي إلى أن "الإدارة الأميركية تعيش حالة من الفوضى، في ظل غياب الثقة بين الرئيس الأميركي ووزير الخارجية، وهو ما انعكس على الملف السوري".

ورأى زيادة أن "وحدات الحماية الكردية لم يعد لها ظهير سياسي؛ فبعد أن استخدمتها في صراعها مع أنقرة في عام 2015، وتحالفت معها بعد ذلك واشنطن في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016، فإنها اليوم تقف وحيدة، خاصة وأن كلا من روسيا والولايات المتحدة تحاولان الاقتراب من تركيا".

في المقابل، زعم مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل، بأن "الادعاء بإطلاق قوات سوريا الديمقراطية صواريخ باتجاه مناطق تركية لا أساس له من الصحة، إن افترضنا امتلاك القوات صواريخ بالأساس".

ورفض خليل القول إن الولايات المتحدة تخلت عن القوات الكردية، مشيرا إلى أن "كبار المسؤولين الأميركيين أكدوا أن دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية مستمر".

وأضاف خليل أن "قوات سوريا الديمقراطية رفضت رغم الضغوط الروسية عودة قوات النظام إلى منطقة عفرين. ولو كانت فعلت ذلك لما تواطأت موسكو مع أنقرة وسمحت لها بشن هذه الحملة"، على حد تعبيره.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!