ياسر التركي - خاص ترك برس

قال بروفيسور التاريخ التركي بجامعة "حجه تبه" بأنقرة، طوفان غوندوز، إنه وخلال أدائه لواجب الخدمة العسكرية خارج تركيا في البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي، كانت فرق من الجيش التركي تجري جولات على القرى البوسنية التي تحتاج لمساعدة وتعمل على تجهيز المدارس وتضع قوائم للعائلات الفقيرة لدعمها بالمساعدات المرسلة من تركيا.

وأضاف غوندوز: "وذات مرة خلال توزيع المساعدات حسب القوائم الموجودة لدى الجيش التركي، جاء أحد الأشخاص من المسؤولين عن كتابة القوائم وقال لهم: حين أعطيناكم قائمة المحتاجين كانت هناك سيدة عجوز نسيناها وهي تسكن في إحدى المرتفعات خارج القرية، هل من الممكن أن ترسلوا لها المساعدة أيضاً؟".

وتابع راويًا: "وافق الجنود الأتراك وتوجهوا للسيدة. وصلوا إليها بعد جهد طويل بسبب تراكم الثلوج في المنطقة، وحين طرقوا الباب فتحت لهم السيدة العجوز، وعندما رأتهم سألتهم هل أنتم أتراك؟ أجابها الجنود: نعم نحن أتراك. فقالت العجوز: كنت أعلم بأنكم ستأتون."

ولفت غوندوز قائلًا: "هناك ملايين المسلمين الذين ينتظروننا ويعلمون بأننا قادمون في سوريا والعراق وباكستان ومقدونيا وغيرها من البلدان المسلمة والسبب هو أن "رايتنا تعني لهم الكثير"، ونحن مجبرون على الذهاب إليهم لأن التاريخ ينادينا."

وفي حادثة أخرى جرت أيضا في البوسنة والهرسك قال البروفيسور غوندوز: "خلال تواجدي في العاصمة "سراييفو" كانت هناك عائلة بوسنية مسلمة جاءتني تطلب حضور جنازة في إحدى القرى البوسنية، فسألتهم مستغربًا "لماذا أتيتم بي بالذات؟!". فقالوا: إن وصية العجوز المتوفى هي أن يتم دفنه من قبل شخص تركي!".

يشار إلى أن المساعدات الإنسانية التركية انهمرت على مسلمي البوسنة والهرسك عندما سقطت يوغسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي.

وكان لتلك المساعدات دور كبير في دعم مسلمي البوسنة وإعادة إعمار البلاد التي أنهكتها الحرب، وإعادة تأهيل المساجد والمدارس والمنشآت التي ترجع لمرحلة الدولة العثمانية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!