نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

عملية عفرين مستمرة من جانب تركيا على مختلفة الجبهات، وعلى الأخص السياسية والإيديولوجية والدبلوماسية، وليس على الصعيد الميداني فحسب. يمكننا رؤية التحركات في العواصم العالمية وأعمدة الصحف والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولهذا فإن حزب العمال الكردستاني الإرهابي يسعى للقيام بحملات مضادة. وهو مشغول بأسئلة ومسائل جديدة، فمن جهة يسعى إلى تخفيف الآثار العسكرية لعملية عفرين والسيطرة على تداعياتها، ومن جهة أخرى يبحث عن سبل تعويض خسائره الميدانية، على الجبهات الأخرى.

يجري الحزب حساباته حول تداعيات العملية السياسية والنفسية، كيف سيديرها ومع من، وعلى أي القضايا سينصب تركيزه. سيطر الحزب خلال الأعوام الخمسة الأخيرة على منطقة واسعة لم يكن يحلم بها. وأصبح يملك موارد عسكرية ومالية ومعنوية وبشرية كبيرة ستضفي قوة على قوته.

عند النظر إلى مكتسبات الحزب المتحققة على الصعيد الجغرافي، يتضح لنا أن خسارة عفرين هامة من الناحية المعنوية، وليس العسكرية.

سيكون أول أهداف الحزب، كما بقية التنظيمات المشابهة، تحويل عملية عفرين إلى "أداة" سياسية. ويأمل بتجييش الفاعلين على الساحة وفي طليعتهم "حليفته" الولايات المتحدة، على الصعد السياسية والمعنوية والدبلوماسية.

بسبب موقع عفرين الجيوسياسي، يعلم حزب العمال الكردستاني أن ما يمكنه فعله بالسلاح محدود، وأن "النصر" مستحيل. فمنطقة العملية ضيقة، ومن الصعب توفير الإمداد اللوجستي والمقاتلين.

صغر المساحة يعتبر من المساوئ بالنسبة للتنظيمات التي تتبع تكتيك قتال المراوغة، كحزب العمال. وأكبر عائق يقف أمامه هو قدرة الجيش التركي على السيطرة على المنطقة بأكملها خلال فترة قصيرة، والحد من تحركات الإرهابيين.

ولهذا سيحاول الحزب إطالة مدة القتال، واستنزاف القوات التركية، ونقل القضية إلى الساحة العالمية. ويعلم أن الطريق من أجل إطالة مدة العملية يمر عبر استغلال الأرض والأحوال الجوية والمدنيين والقوة والمدن، على أفضل وجه.

أما نقل القضية إلى الساحة العالمية فمن الواضح أنه يمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن الحزب يعلم جيدًا أن أكثر القصص جاذبية يمكن كتابتها في المناطق التي يسكنها المدنيون.

وبالنتيجة، فإن القتال في عفرين سيستمر على ثلاث جبهات. الأولى في عفرين، أما الجبهتين الأخريين فهما العواصم العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي. 

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس