ترك برس

تناول تقرير في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية للكاتب والخبير "إيغور سوبوتين"، استعداد تركيا لتنفيذ عملية عسكرية في منطقة منبج السورية ذات الغالبية العربية والتي تُسيطر عليها ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK)، والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

التقرير الذي حمل عنوان "الولايات المتحدة وتركيا تقتربان في سوريا إلى مسافة خطرة"، أشار إلى أن تركيا تهدد بشن عملية في منبج السورية، حيث تتركز التشكيلات الكردية. أدلى بهذه التصريحات نائب رئيس وزراء تركيا فكري إيشيق، وفق وكالة "RT".

وقال إيشيق: يشكل العرب 95٪ من سكان منبج. نقل السيطرة على هذه المنطقة إلى إرهابيين يعملون تحت ستار ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" غير مقبول.

وأشار إيشيق إلى أن القيادة الأمريكية وعدت بسحب قوات سوريا الديمقراطية من منبج. وأضاف: "اذا لم يفعل الأميركيون ذلك، فإن تركيا ستضطر إلى اتخاذ خطوات، انطلاقا من متطلبات الأمن القومي. وآمل أن يسود الحس السليم في الولايات المتحدة وأن لا يواجهوا تركيا في المنطقة".

وفي الوقت نفسه فإن الخدمة الصحفية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقول إن أنقرة تبذل كل ما في وسعها لاستعادة العلاقات مع واشنطن، حليفتها في الناتو، وفق الصحيفة الروسية التي اعتبرت أن عملية تركيا المحتملة في منبج تنطوي على مخاطر.

رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط بمعهد التنمية المبتكرة، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف، يقول إن من شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى التصعيد، على الرغم من أن مثل هذا القرار، في الواقع، يتيح لتركيا تقييد القوات الكردية وحتى العربية التي يمكن نشرها كتعزيزات في عفرين عبر الأراضي الحكومية، بمعارك... إضافة إلى أنها ستكون خطوة منطقية بالنسبة لتركيا بمعنى تشكيل منطقة عازلة قرب الحدود التركية".

وأشار مارداسوف إلى أن "منبج تقع حاليا تحت إشراف مجلس يتكون من قبائل عربية محلية". وقال: "إن أردوغان إذا بدأ هجوما، فسيكون رسميا في حالة حرب معها.. والسؤال، ما هو الموقف الذي سيتخذه العرب أنفسهم. فعملية عفرين شهدت حالات انتقال تشكيلات عربية من الجيش السوري الحر، كانت تساند قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب القوات التركية. وفي منبج، مثل هذه الخطوة ممكنة، على الرغم من أن العملية في مرحلتها الأولى سوف تقحم التشكيلات العربية في الصراع".

ويذكّر ضيف الصحيفة بأن القوات الأمريكية لا تزال موجودة في منبج. فيقول: "بالنسبة للولايات المتحدة، سيشكل سحب قواتها ضربة قوية لصورتها، وخاصة على خلفية عفرين.. وسوف ينظر الأكراد إلى ذلك على أنه خيانة وفقدان الدعم الموثوق.

فالأميركيون يطرحون قوات سوريا الديمقراطية كهيكل يمكن من خلاله محاربة ليس فقط داعش، إنما والنفوذ الإيراني، وإجبار دمشق على حلول سياسية وسط".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!