فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

عقد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي اجتماعًا مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس.

بحسب ما فهمت فإن الاجتماع كان مسليًا للغاية.

لأن الوزير التركي أدلى بتصريح غريب في المؤتمر الصحفي، عقب الاجتماع.

الوزير الأمريكي قال لنظيره التركي إن "حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب ليسا نفس التنظيم"، وأضاف: "إذا أردتم يمكننا أن نجعل وحدات حماية الشعب تقاتل حزب العمال الكردستاني".

لا شك أن وزير الدفاع التركي لم يخترع هذا المقترح لو أن ماتيس لم يقدمه فعلًا.

وإذا كان ماتيس قدمه، فليس من الصواب القول إنه مقترح "مضحك"، والتغاضي عنه.

تقديم مثل هذا المقترح من الجانب الأمريكي للوزير التركي، على الرغم من أن التقارير الصادرة في الولايات المتحدة نفسها تقول إن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هما تنظيم واحد، قد يكون مؤشرًا على تغير في السياسة الأمريكية.

ويمكن إيجاز هذا التغير على النحو التالي:

القضاء تدريجيًّا على حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة نفسها، وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريبًا تنظيمًا إرهابيًّا، على خلاف روسيا. ومن ثم وضع وحدات حماية الشعب مكانه، وهي مجموعة لم تُصنف ضمن التنظيمات الإرهابية، وتسعى الولايات المتحدة وحتى أوروبا إلى إضفاء الشرعية عليها.

قد تكون الولايات المتحدة، بهذا التغيير، تسعى إلى حرمان تركيا من حقها في القول إنها "تكافح تنظيمًا إرهابيًّا يريق الدماء منذ 35 عامًا".

ونتيجة لتغير السياسة الأمريكية هذا لن نجانب الصواب إذا قلنا إن واشنطن سوف تصفي أوجلان و"الحرس القديم" في معاقل الحزب بجبال قنديل، وتلمع صورة زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم على أنه "زعيم الأكراد" و"المسؤول الذي يخاطبه الغرب".

إذا كان وزير الدفاع الأمريكي قدم حقًّا هذا المقترح، وكان جديًّا بالفعل، فإن ما أسلفنا ذكره يعتبر المسوغ الوحيد المعقول للمقترح المذكور.

***

عندما أفكر بالخطوة التالية بعد هذا المقترح الذي قدمه وزير الدفاع الأمريكي لنظيره التركي، أشعر بالرغبة في الضحك.

فما يمكن أن يعرضه ماتيس على المسؤولين الأتراك في خطوة لاحقة لمقترح جعل وحدات حماية الشعب تقاتل حزب العمال الكردستاني هو التالي: "وحدات حماية الشعب تقاتل حزب العمال الذي تعتبرونه إرهابيًّا. من الآن فصاعدًا عليكم تسليح الوحدات، فهي تقاتل من أجلكم".

هل تعتبرون هذا العرض من الترهات؟

على الأقل ليست ترهات بحجم مقترح ماتيس حول دفع وحدات حماية الشعب إلى قتال حزب العمال الكردستاني..

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس