ترك برس

علق المحلل السياسي الأمريكي، جاكوب شابيرو، على التصريحات الرسمية الإيرانية المهاجمة لعملية غصن الزيتون التركية في منطقة عفرين، بأن الشراكة التركية الإيرانية لن تستمر في هذا العام، مشيرا إلى أن الانتقادات الإيرانية للعملية العسكرية التركية ترجع إلى أنها مكنت أنقرة من التواصل مع جماعات المعارضة المسلحة المعزولة، ولأنها وضعت تركيا أيضا في موقع أفضل للوصول إلى حلب بشكل مباشر.

وكتب أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة بريستون الأمريكية تحليلا تشره مركز جيوبوليتيكال فيوتشرز تحدث فيه عن الصدام المتوقع بين إيران وتركيا في هذا العام بسبب موقفهما المتباين من نظام بشار الأسد، مشيرا إلى الهجمات التي تعرض لها الجيش التركي شمالي غربي سوريا ونفذتها قوات إيرانية مناصرة للنظام.

وقال شابيرو إن البلدين بدآ هذا المسار التصادمي بعد أن دعمت إيران وروسيا عُدوَان نظام بشار الأسد، على محافظة إدلب، وهي إحدى مناطق خفض التصعيد التي يفترض أن تكون تركيا مسؤولة عن أمنها. وقد أجبر هذا العدوان، ولا مبالاة النظام السوري في الرد على الاعتراضات التركية، القوات التركية على التحرك وأدت لشن العملية العسكرية التركية على عفرين التي تحقق تقدما مستمرا حتى أن تركيا كانت تحاول تنصيب نقطة عسكرية في جنوب غربي حلب منذ أكثر من أسبوع.

وأشار إلى أن الخطوات التركية الأخيرة في جنوب غربي حلب أكثر طموحا من الغارات الأولية، بحكم أنها تزيد من التهديد الموجه لقوات النظام. وتسعى تركيا إلى تأسيس نقطة في منطقة العيس التي تبعد عن حلب 12 ميلا من جهة الجنوب الغربي. وعلاوة على ذلك، لا تعد العيس ضمن محافظة إدلب، حيث وافقت إيران وروسيا على أن تركيا هي المسؤولة عن أمنها لكن ضمن محافظة حلب.

لذلك، والكلام لشابيرو، من المنطقي أن يهاجم النظام السوري وداعموه الإيرانيون مرتين هذا التمدد للعملية العسكرية التركية، حيث إن السيطرة على عفرين تعني تقصير المسافة من الأراضي التركية إلى حلب. كما أن وضع نقطة في العيس يعني التحضير لهجوم محتمل على موقع النظام في حلب. ولهذا السبب تحديدا ردت إيران بهذه العدوانية على تحركات تركيا الأخيرة.

وفي هذا الصدد قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني في الخامس من الشهر الحالي إن تركيا اعتدت على السيادة السورية، كما علق وزير الخارجية الإيراني على تحركات تركيا بأنها "أوجدت حالة من عدم الأمان، وعدم الاستقرار والإرهاب."

لماذا صمتت روسيا

وفيما يتعلق بموقف روسيا التي لولا موافقتها الضمنية لما كان لتركيا أن تدخل في عفرين، قال شابيرو إن روسيا لا بد أنها وافقت أيضا لكل من الأسد وإيران على محاولة وقف تركيا من التدخل في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الأسد وبعيدا عن المناطق المختصة بعمليات عفرين. وقد يكون انخفاض الهجمات الجوية التركية في الأسبوع الماضي مؤشرا على الرفض الروسي من خلف الستار.

ووفقا للمحلل الأمريكي تستفيد روسيا كثيرا من الصدام التركي الإيراني، رغم أنها تمتلك علاقات قوية مع تركيا وشراكة أقوى مع إيران، ولكن هذه علاقات عابرة.

وأوضح أن روسيا لها مشاكل طويلة المدى مع كلا البلدين، فمع ازدياد تركيز تركيا وإيران على التنافس مع بعضهما البعض، يقل تركيزهما على التنافس مع روسيا.

وختم المحلل الأمريكي بأن الصدام المتوقع قد لا يكون نتيجة نهائية، حيث ما يزال من الممكن لتركيا أن تتراجع، أو أن تتوصل على الأقل إلى صيغة حول رسم حدود مؤقتة ترضي مصالح جميع الأطراف، إذا تم الوصول إلى اتفاقية عملية مع الأسد وإيران.

لكنه استدرك بالقول بأن هذا النوع من العمليات العسكرية، التي لا زالت قيد التنفيذ، بدأت تدخل في زخمها الخاص. كل ما يتطلبه الأمر هو إن يقع أحد الأطراف في خطأ شن هجمة صغيرة  تتحول إلى معركة كبيرة يصعب التراجع عنها. كان توقعنا هو أن 2018 لن تكون هي السنة التي ستصطدم بها تركيا وإيران مع بعضهما البعض، لقد توقعنا هذه الشراكة، ولكن من الصعب أن تستمر لنهاية العام. وقد وُضع هذا التوقع الآن موضع الاختبار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!