ترك برس

صرح وزيرُ التجارة والصناعة الفلبيني رامون لوبيز في زيارته الأخيرة لتركيا لحضور اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة مع وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، بأن التطور في قطاع الدفاع التركي قد ألهم بلاده، وذلك في لقاءٍ له مع إليف بينيجي من صحيفة ديلي صباح. وقال إن العلاقات بين قطاعي الدفاع الفلبيني والتركي هي جزءٌ من الجهود التي تقوم بها الفلبين في سبيل تحديث جيشها.

في كل مناسبةٍ رسمية، يروي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصة تطوير تركيا لصناعة الدفاع المحلية لتحقق اليوم احتياجات نظامها الدفاعي بنسبة 65 بالمئة. تبدأ القصة عندما رُفض طلب تركيا شراء منتجاتٍ دفاعيةٍ متطورة من حلفاء الناتو كالولايات المتحدة الأمريكية.

قال رامون لوبيز إن قصة تطوير تركيا لصناعتها الدفاعية هي مصدر إلهامٍ للفلبين حيث تخطط بلاده اليوم لتحديث قواتها المسلحة. وقد وقع الوزيران مذكرة تفاهمٍ تسهل التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوسعه بهدف تحسين الحوار في مجالات بناء السفن، والتصنيع، والبناء، والدفاع بالتحديد.

منذ أن أصبحت تركيا عضوًا في الحوار الإقطاعي لرابطة دول جنوب شرق آسيا، آسيان (ASEAN) في أوائل آب/ أغسطس، باتت شركاتُ الدفاع تتطلع إلى تطوير علاقاتها مع شوق آسيان في معارض الدفاع الدولية.

يشير رامون إلى أهمية مذكرة التفاهم الشاملة التي ستطلق العنان للشراكة الاقتصادية التركية الفلبينية، مضيفًا أن زيارته لموقع شركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية ميك (MEK) وكذلك الاجتماع مع نور الدين جانيكلي، قدّما معرفةً واسعةً حول صناعة الدفاع التركية.

وفي لقائه الخاص مع ديلي صباح، قال رامون: "لقد وصلنا مؤخرًا إلى معرفة أن لدى تركيا صناعةٌ دفاعيةٌ تنافسيةٌ للغاية من حيث الدقة وجودة المعدات والأسلحة النارية، كما أن أسعارها تنافسيةٌ للغاية. وهذه الصفات بإمكانها أن تكمل ما نحتاجه في صناعتنا الدفاعية في الفلبين".

وأكد رامون على أن الصناعة الدفاعية التركية الحالية، تنسجمُ تمامًا مع برنامج الحكومة الفلبينية لتحديث قواتها المسلحة ومنتجاتها الدفاعية.

وبعد أن استمع إلى الوزير التركي الذي روى قصة تطوير تركيا لقطاع الدفاع الوطني الخاص بها من خلال تعبئة الموارد المحلية، قال رامون: "اضطرت تركيا إلى تطوير صناعتها الخاصة بها لمجرد أن البلاد كانت بحاجةٍ للمساعدة، لقد أُجبرت تركيا على الاعتماد على نفسها وتطوير صناعتها الخاصة بها. وهذه قصةٌ ملهمةٌ بالنسبة لنا. نحن في وضعٍ مماثلٍ ولكن بالطبع علينا أن نستورد الآن".

وقال رامون إن الفلبين التي تواجه نفس التحديات التي واجهتها تركيا من قبل، تتطلع الآن إلى تحسين منتجاتها الدفاعية من خلال الواردات، وقد أجرت اتصالاتها بالفعل مع الحكومة التركية من أجل إجراء المفاوضات".

ويضيف: "إن تركيا ستكون بالتأكيد أحد أكبر الموردين للفلبين. وقد زار وزيرنا الدفاعي تركيا، وكان على اتصالٍ بالفعل مع الحكومة التركية".

وتعليقًا على اجتماعاته في تركيا، سلط رامون الضوء على أنه قد أتيحت له الفرصة للتعرف على تركيا بشكلٍ أوثق، ولا سيما اقتصاد البلاد وثقافتها وعملياتها الصناعية.

يرى رامون أنه من المؤسف عدم استغلال البلدين في السنوات الماضية للإمكانيات التجارية الضخمة بينهما، ويرجع سبب حجم التجارة المنخفض بين البلدين والذي وصل إلى 279 مليون دولار أمريكي، هو عدم معرفة البلدين بشكلٍ جيدٍ لبعضهما البعض.

وأثناء إقامته في تركيا، أُتيحت للوزير ووفده فرصة الحصول على خبرةٍ في مجال التجزئة التركي وعمليات التصنيع والتشييد. وأعرب عن أن اجتماعاته جعلته يلاحظ جودة المنتجات التركية بأسعارٍ تنافسية.

ويرى الوزيرُ أنه بقدر ما تستطيع الفلبين الاستفادة من المنتجات التركية فإن تركيا بإمكانها الاستفادة من المنتجات المصنعة في الفلبين أيضًا. وأكد على أن دولتين تنموان اقتصاديًّا مع عددٍ كبيرٍ من السكان يشكل 80 مليونًا في تركيا و106 في الفلبين، سوف تستفيدان بالتأكيد من العديد من الفرص الكبيرة في مجالات السياحة والغذاء والتصنيع والإلكترونيات وبناء السفن والبناء والأدوية. وقد أكد رامون على أنه متفقٌ مع نور الدين جانيكلي بأن حجم التجارة بين البلدين سيتضاعفُ قريبًا.

يقول رامون إن تركيا والفلبين تتقاسمان سماتٍ مماثلةٍ ليس فقط في اتجاه النمو الاقتصادي ولكن أيضًا من حيث القيادة القوية. وأشار إلى الرؤية الإصلاحية للرئيس أردوغان ونظيره الفلبيني رودريغو دوتيرت قائلًا إن الدول ستستفيد من المزيد من التعاون مع الإصلاحات التي يقودُها قادتُها.

وفي دعوته للمستثمرين الأتراك، أكد رامون أن الحكومة الفلبينية تريد من الشركات التركية قيادة زخم النمو الإيجابي في البلاد في مجموعةٍ واسعةٍ من الصناعات وخاصة في مجال بناء السفن، الذي تعد تركيا رائدةً فيه.

ويشير إلى أن موقع الفلبين الجغرافي، استراتيجيٌّ للغاية كبوابةٍ لسوق توسع يبلغ عدد سكانه 3.5 مليار نسمة بما في ذلك دول الآسيان التي يبلغ عدد سكانها 629 مليون نسمة ومن بينها اليابان وكوريا الجنوبية والصين ونيوزلندا والهند وأستراليا. وقال رامون إن اتفاقيات التجارة الحرة التي تقيمها تركيا مع الفلبين ستزود تركيا ببوابةٍ ضمن نطاق آسيا - المحيط الهادىء.

وأكد رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية الفلبيني، إلكيم شاهين أيضًا على الموقع الاستراتيجي للفلبين والذي سيساعد تركيا في الوصول إلى سوق الآسيان العملاق.

وقال إلكيم إن كلًّا من تركيا والفلبين تلعبان دورًا هامَّا في جغرافيته، وأضاف أنهما سيطوران العلاقات التجارية بشكلٍ جيد بينما يستفيدان من الفرص غير المستغلة. كما أشارإلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين قد ارتفع من 230 مليون دولار عام 2016 إلى 279 مليون دولار في عام 2017. وشدّد على ضرورة الاستفادة من إمكانات النمو لدى البلدين وضرورة توسيع التجارة الثنائية وضمان تنوع المنتجات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!