ياسر التركي - خاص ترك برس

يمكننا القول، إن الأبجدية الأويغورية القديمة هي ثاني أكثر أبجدية استخداماً لدى التُرك، بعد الأبجدية الأورخونية، فكانت بداية استخدامها من قبل الأتراك الأويغور في منتصف القرن التاسع الميلادي في فترة حكم مملكة كوتشو الأويغورية (Koço Uygur Kağanlığı).

والأبجدية الأويغورية القديمة، أخذت من السريانية في فترة المبشرين المسيحيين من المذهب النطروسي في القرن التاسع الميلادي، وطورها الأتراك الأويغور وفقا لمسار اللغة التركية، وبقيت مستخدمة حتى القرن الخامس عشر بداية الدولة العثمانية.

وتتكون الأبجدية الأويغورية القديمة من ثمانية عشر حرفا، منها 4 صوتية والباقي صامتة، وتكتب متصلة من اليمين إلى اليسار، حيث كانت القصور العثمانية تحتوي على كتابات بالأبجدية الأويغورية أيام السلطان محمد الفاتح.

واستخدمت الأبجدية الأويغورية القديمة في النصوص البوذية وأشهرها نصوص "ألتون ياروك" والتي تعتبر أقدم وأهم النصوص الدينية البوذية.

إضافة إلى ذلك، فقد ترجم الكتاب المشهور للرحالة الصيني "هسوانغ تسانغ" (Hsüang-tsang) إلى التركية بالأبجدية الأويغورية القديمة، والذي يتحدث عن الرحلة التي قام بها الرحالة الصيني من بكين إلى الهند بين الأعوام 627-643 ميلادية، والذي يتناول العادات والتقاليد والأديان المؤثرة في المناطق التي كان يعيش فيها الأتراك كالبوذية والزرادشتية والشامانية.

ومن المعروف أيضاً أن الأبجدية الأويغورية القديمة استخدمها السلطان محمد الفاتح في رسالته التي أرسلها إلى حاكم دولة "آق قويونلو" التركمانية (من القبائل التركمانية، حكمت في شرق الأناضول، وأذربيجان، وفارس، والعراق، وأفغانستان وتركستان ما بين 1467 و1502م)، حسن أوزون، بعد أن انتصر على شاه جيهان حاكم دولة "قره قويونلو" واستطاع ضم دولته إليه في عام 1473 ميلادية، وتوجد الرسالة اليوم في متحف طوب قابي بإسطنبول.

أما تحول كتابة اللغة التركية من الأبجدية الأويغورية القديمة إلى الكتابة بالأبجدية العربية فقد بدأ في عهد الدولة القراخانية، وهي أول دولة تركمانية تعتنق الإسلام وتعلنه دينا رسميا لها في آسيا الوسطى، وذلك في القرن الثامن الميلادي.

ثم استخدمها أتراك الأويغور عند اعتناقهم للإسلام عام 1141م، بدلاً من الأبجدية الأويغورية القديمة وطوروها وفقاً لمسار اللغة التركية الأويغورية وأضافوا على الأبجدية العربية أحرف جديدة نظرا لعدم وجود تلك الأصوات في اللغة العربية، ثم استخدمها السلاجقة، وبعدها الدولة العثمانية التي استمرت حتى عام 1928. وما زال أتراك الأويغور في تركستان الشرقية يكتبون بالأحرف العربية حتى يومنا هذا.

 

عن الكاتب

ياسر التركي

مهتم بالشؤون الاقتصادية والتاريخ التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس