ياسر التركي - خاص ترك برس

الجولان اسم أطلق على منطقة تقع في الجهة الجنوبية الغربية من سوريا وهي عبارة عن هضبة تتبع إدارياً لمحافظة القنيطرة وتبعد عن العاصمة دمشق 50 كيلومتراً.

وتتميز هضبة الجولان بغنى تربتها ووفرة مياهها، وتنتشر على سطحها صخور بازلتيّة ناتجة من الانفجارات البركانيّة التي حدثت في جنوبي المنطقة قبل حوالي 4 ملايين سنة، وفقاً لمصادر جغرافية.

ويزخر الجولان السوري بآثاره، فلا تكاد تخلو بقعة من أرضه إلا وتحمل قصة حضارات تعاقبت على مرّ الأجيال منذ آلاف السنين، حيث يضم في جنباته 209 مواقع أثرية على امتداد رقعته من أعالي جبل الشيخ وحتى بحيرة طبريا.

ومن أهم الآثار الموجودة في هضبة الجولان موقع "رجم الهري" الغامضة، والذي يعرف بالعبرية بـ"جلجال رفائيم" (גלגל רפאים) وتعني "عجلة العمالقة"، ويقع في وسط الجولان على بعد 16 كيلومتراً (10 أميال) إلى الشرق من الشاطئ الشمالي لبحيرة "طبريا"، في أعلى وادي "الدالية"، ويرتفع عن سطح البحر 515 متراً.

ورجم الهري عبارة عن أكمة من حجارة البازلت البركانية السوداء متمركزة بالوسط، تليها خمس حلقات حجرية قطر أكبرها 156 متراً وعرض الجدران نحو ثلاثة أمتار وارتفاعها ما بين المترين والثلاثة أمتار، وينتمي الموقع إلى العصر البرونزي المبكر أي حوالي 3200 قبل الميلاد، ويبلغ وزن الحجارة التي استخدمت في بنائه 42 ألف طنا، وفي الوسط مبنى مركزي عملاق يرتفع أكثر من ثمانية أمتار، بالإضافة إلى بوابتين عملاقتين.

ويعتقد علماء الآثار أن الموقع هو مرصد فلكي نظراً لدقة اتجاهات جدرانه وبوابتيه مع محور الأرض بالنسبة للشمس قبل خمسة آلاف عام.

وفي هذا السياق درس البروفيسور أنتوني أفيني من جامعة كولغيت الأمريكية موقع رجم الهري، وعده أحد أهم المواقع في العالم لدراسة طريقة فهم القدماء لعلم الفلك في عصور ما قبل التاريخ الشائع، حيث أكد على أهمية دراسة هذا الموقع إذ أنه لا يقل أهمية عن موقع ستون هينغ (Stoneheng) البريطاني الشهير، وحضارات المايا والأزتك القديمة، والأهرامات المصرية.

وذهب بعض العلماء إلى أن الموقع عبارة عن معابد ومقابر وأماكن لمراسم تقديم الأضاحي، أو مركز احتفال ديني لعموم المنطقة في ذلك الزمن.

ويبقى موقع "رجم الهري" بضخامته ودقة بنائه لغزاً غامضاً بالنسبة لعلماء الآثار والفلك، ويستحق حسب قناعتي الشخصية الدراسة والاهتمام.

 

 

عن الكاتب

ياسر التركي

مهتم بالشؤون الاقتصادية والتاريخ التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس