محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

في عملية عسكرية مشتركة شارك بها الجبش العراقي والرد السريع وعمليات صلاح الدين وبإسناد جوي من طيران الجيش إضافة إلى عدة ألوية من الحشد الشعبي في شرقي قضاء طوزخورماتو، لتطهير منطقة الجبل المحاذية للقضاء من عناصر المجموعة المعروفة باسم "الرايات البيضاء" صباح يوم الأربعاء السابع من شباط/ فبراير وذلك لتأمين وتطهير مناطق شرق طوزخورماتو وكذلك تأمين الطريق الرابط بين بغداد العاصمة ومدينة كركوك من المجاميع الخارجة عن القانون.

ما بين مدينتي طوزخورماتو وداقوق جنوب شرق كركوك تقع قرية الغربة والتي اشتهرت في هذه الفترة بتواجد تنظيم أصحاب الرايات البيضاء والذين يبلغ تعدادهم قرابة 500 عنصر حسب المصادر. ويتحرك عناصر هذا التنظيم عبر سلسلة جبال حمرين والتي تمتد بين محافظتي ديالى وكركوك وهي غنية جداً بالموارد الطبيعية التي لم يتم الاستفادة منها بشكل جيّد، بالإضافة إلى وجود عدّة قنوات مائية تمر فيها.

وبين التضخيم الإعلامي أو التقليل من شأن هذه الجماعة وبين تضارب الآراء حول أهداف وهوية أصحاب الرايات البيضاء وكيل التهم إلى الجهات التي تدعمها وارتباطاتها الداخلية والخارجية وظهورها المفاجئ بهذا الشكل التنظيمي، والذي تزامن مع بداية اندحار داعش وسيطرة قوات الحكومة الاتحادية على مدينة كركوك، أصبحت معظم التحليلات حولها ليست أكثر من تكهنات مبنية على فرضيات أدقها هي أن الراية البيضاء والتي في وسطها صورة أسد لا يمكن أن تكون امتداد لداعش باعتبار أن داعش لا يمكن أن تقبل بحمل راية تتوسطها صورة لذي روح (صورة الأسد)، والأكثر من ذلك أن التنظيمات التي على شاكلة داعش لا يمكن أن ترفع رايات بيضاء بل داكنة وهذا ما ذهب إليه الباحث العراقي في الشؤون الامنية الأستاذ هاشم الهاشمي.

فمنذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي وبداية السنة الحالية بدأ المسؤولون العراقيون بالتحدث رسميا عن نشاطات تلك المجموعة متهمين البيشمركة الكردية بالتغاضي عنها، حيث دعا النائب عن التحالف الوطني حيدر الفوادي في منتصف كانون الثاني/ يناير 2018، الحكومة العراقية لإرسال تعزيزات عسكرية إضافية للمنطقة المحصورة بين قضائي طوزخرماتو وداقوق، مطالبا الأطراف الكردية بالعمل على إنهاء جماعة الرايات البيضاء (أو الرايات البيض) المتواجدة قرب تلك المناطق.

لكن في حالة وجود عناصر أجنبية في التنظيم من أي دول فإن كفة التحليلات ستذهب إلى وجود تدخل خارجي أو اعتبارها تنظيمًا دوليًا متشعبًا لم تكشف بعد عن كافة فصائلها وقواعدها وأعضائها وخصوصا بعد ورود معلومات عن وجود أكراد غالبيتهم من الانفصالين وبعض العرب من جنسيات مختلفة.

ومهما كانت انتماءات هولاء وطريقة عملهم وأهدافهم فإنهم يحملون بصمات منظمات إرهابية ولا يتوانون عن القيام بأعمال إجرامية وإرهابية. وأولى العمليات المسلحة كانت في محافظة ديالى شرق بغداد بـ65 كم وأيضا في مناطق كركوك والتي تبعد 226 كم شمال شرق بغداد، وكانت تستهدف في معظمها أهدافا للجيش العراقي والحشد الشعبي بعد سيطرة هذه القوات على مدينة كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها من يد قوات البيشمركة الكردية، وكذلك قيام هذا التنظيم مؤخرا بإشعال النار في الشاحنات في تلك المناطق وقتل سائقيها.

وقال في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "على الأطراف الكردية إنهاء جماعة الرايات البيضاء الإرهابية المتواجدة في مناطق نفوذ البيشمركة التابعة لها لتجنيب القوات الأمنية خوض عملية عسكرية في مناطق الخط الأزرق"، مبينا أن "المعلومات تشير إلى وجود الكثير من عناصر (الرايات البيضاء) في مناطق امرلي وأطراف كفري".

وكان السفير الأميركي في العراق دوغلاس قد حذر سابقا من إمكانية ظهور منظمة مسلحة متمردة جديدة في العراق بعد القضاء على داعش واندلاع معركة ذات "طابع جديد" بعد انتهاء صفحة التنظيم وذلك بانبثاق منظمة تمرد جديد في العراق يهدف إلى خرق الأمن والاستقرار من خلال إحداث تفجيرات هنا وهناك. وأشار إلى أن العراق دخل مرحلة جديدة تتطلب عملا كثيرا بعد زوال داعش.

ومما لاشك فيه أن هذا التنظيم يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد من خلال عملياته الإرهابية دون أن يكشف عن حقيقة أهدافه وغاياته وفكره إلا كونه حلقة أخرى في سلسلة حلقات التنظيمات الإرهابية التي ابتُلِيَ بها العراق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس