موقع يوراسيا ديلي الروسي - ترجمة وتحرير ترك برس

أوشكت أشغال بناء الخط الأول من مشروع السيل التركي من الاكتمال، حيث أكد المسؤول عن مشروع "ساوث ستريم" الانتهاء من مد نحو 706 كيلومترات من الأنابيب، من إجمالي خط الغاز الواقع في البحر الأسود الذي يمتد على طول 930 كيلومترا. وبهذا، يكون المشروع قد اكتمل بنسبة 76 في المئة.

وفقا لموقع الملاحة البحرية "مارين ترافيك"، لا تزال سوى مسافة 226 كيلومترا فقط تفصل أكبر سفينة بناء في العالم "بيونيرنغ سبيريت" عن الشواطئ، حسب البيانات الصادرة في الثاني من آذار/ مارس، علما بأن السفينة تقترب من الشاطئ بمعدل خمس كيلومترات يوميا. وفي الوقت الراهن، يجري العمل في الجزء العميق من البحر الأسود، حيث يتجاوز العمق 2200 متر.

حسب المسؤول عن المشروع، تم "في السادس من آذار/ مارس الانتهاء من إنجاز نسبة 50 في المئة من خط أنابيب مشروع السيل التركي". وفي الوقت الراهن، تم مد ما يزيد عن 930 كيلومترا من خطوط أنابيب الغاز في البحر الأسود على طول السلسلتين.

وقد اجتازت سفينة "بيونيرنغ سبيريت" التي تجوب المياه العميقة للعمل على خطوط السيل التركي، خلال الفترات القليلة الماضية، 706 كيلومترات من الخط الأول من المشروع. كما أعلنت الجهات التابعة لساوث ستريم أنه تم الانتهاء من بناء 224 كيلومترا من الخط الثاني للمشروع سنة 2017.

في النصف الثاني من كانون الثاني/ يناير، أعلنت شركة غازبروم عن انطلاق بناء محطة استقبال الغاز البحري في أحد المناطق التركية على ساحل البحر الأسود. وحيال هذا الشأن، أورد المسؤول عن مشروع "السيل التركي": "لقد بدأت تركيا في التحضير لذلك منذ السنوات القليلة الماضية، وتحديدا سنة 2015، حيث أجرت العديد من الاختبارات لتحديد الموقع المناسب لبناء محطة الاستقبال. وقد أدرجت نتائج الدراسة الاستقصائية في تقرير تقييم الأثر البيئي، الذي وافقت عليه الحكومة التركية في أيلول/ سبتمبر سنة 2017. وقد تم الإدلاء بجميع التصريحات اللازمة لبدء العمل".

والجدير بالذكر أنه تم الاتفاق على بناء مشروع السيل التركي عبر البحر الأسود في شهر أيار/ مايو الماضي. وفي وقت سابق، صرح أليكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم، خلال لقاء جمعه مع الرئيس الروسي، أنه سيكتمل بناء أول خط من مشروع السيل التركي، في آذار/ مارس سنة 2018، بينما ينتهي بناء الخط الثاني سنة 2019.

سيوفر خطّا مشروع السيل التركي إمدادات تقدر بنحو 31.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، متجاوزين بذلك أوكرانيا. ويضمن الخط الأول تدفق نحو 12 مليار متر مكعب من الغاز إلى الأسواق التركية، بينما ستخصص الكمية المتبقية، والتي تعادل 3.5 مليار متر مكعب، إلى ممر الغاز الجنوبي الذي لا يزال في طور الإنشاء، الذي يضمن نقل الغاز من أذربيجان إلى اليونان وإيطاليا.

أما الخط الثاني، فيعمل على توريد جميع كميات الغاز إلى أوروبا، كبديلين يضمنان إمدادات الغاز. ويتمثل الأنبوب الأول في توريد الغاز عبر اليونان إلى إيطاليا، أما الثاني فيقوم على توريد الغاز إلى النمسا، والمجر، وصربيا عن طريق بلغاريا.

في السنة الماضية، ذكرت "غازبروم" أن إمدادات الغاز بالنسبة للبلدان المنتفعة المحتملة من مشروع السيل التركي ازدادت، حيث ستحصل تركيا على 17.3 في المئة من جملة الإمدادات، واليونان 9.3 بالمئة، وبلغاريا 4.7 بالمئة، والمجر 21.3 بالمئة، أما صربيا 21.2 بالمئة. وقد وُضع خط أنابيب السيل الأزرق، الذي يحمل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود سنة 2002، الذي يضمن لتركيا كميات هامة من الغاز بلغت 16 مليار متر مكعب السنة الماضية.

لكن، يهدد مشروع السيل التركي الاقتصاد الأوكراني. ففي وقت سابق، صرح رئيس "نفتوغاز أوكرانيا"، أندري كوبوليف، "أن تنفيذ هذا المشروع ستكون له العديد من التداعيات على أوكرانيا؛ إذ أن فقدان 15 مليار متر مكعب من جملة 70 مليار متر مكعب، يعد بمثابة خسارة فادحة". وعموما، يؤدي نقل الغاز الروسي دورا هاما في الاقتصاد الأوكراني؛ ففي السنة الماضية تلقت أوكرانيا نحو ثلاثة مليارات دولار مقابل مرور الغاز الروسي من أراضيها. ومن هذا المنطلق، قد يقلل مشروع "نورد ستريم" والسيل التركي من مداخيل أوكرانيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!