سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى اعتبار سيطرة الجيش التركي على عفرين انتصارًا استتثنائيًّا.

ويعد النصر إنجازًا هامًّا على الصعيد الدبلوماسي أيضًا، لأسباب ليست قليلة..

يمكننا تلخيص نجاحات الجيش التركي على الجبهة كما يلي:

- دخل الجيشان التركي والسوري الحر عفرين بسهولة دون مواجهة مقاومة تذكر. مع أنه كان من المعروف استعداد وحدات حماية الشعب لشن حرب شوارع في المدينة. لم تجازف الوحدات بمثل هذه الحرب، وفضلت الفرار حتى بدون أسلحتها.

- عند السيطرة على عفرين لم تقع خسائر بشرية في الجيش التركي، ولم يسقط قتلى أو جرحى من المدنيين، كما تتعرض مباني المدينة للأضرار (كما حدث في الغوطة الشرقية والرقة).

- كان من المتوقع أن تستمر العملية حتى مايو/ أيار القادم، لكنها أُنجزب خلال فترة قصيرة بعد أن أدركت وحدات حماية الشعب عدم قدرتها على مجابهة الجيش التركي.

- هذا الانجاز سيسهل التوجه نحو الأهداف التالية، فضلًا عن مساهمته في تأسيس المنطقة الآمنة التي سعت إليها تركيا منذ البداية، والحيلولة دون تشكيل حزام إرهابي شمال سوريا..

مكتسبات دبلوماسية

على الصعيد الدبلوماسي، يمكننا أن نذكر المكتسبات الرئيسية التالية:

- وسعت تركيا دائرة نفوذها في شمال سوريا، وهذا ما يعزز موقفها خلال المفاوضات بشأن مستقبل البلاد، ويدخلها مصاف اللاعبين الرئيسيين كروسيا وإيران والولايات المتحدة.

- لموقف روسيا أو دعمها دور في تنفيذ عملية عفرين بنجاح. أبدت موسكو موقفًا صريحًا لصالح أنقرة ضد وحدات حماية الشعب.

- على الرغم من بعض الأصوات المعارضة في الولايات المتحدة والبلدان الغربية إلا أن الأمر الواقع الذي فرضه الجيش التركي في عفرين غير المواقف، فصمتت تلك الأصوات. ولم يكن لشكوى النظام السوري تركيا إلى الأمم المتحدة تأثير يُذكر.

جبهة واسعة

والآن يستعد الجيش التركي للتوجه نحو أهداف جديدة على جبهة أوسع، تضم شمال العراق أيضًا..

عدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأهداف في الأيام الماضية، وقال إن الجيش سيقضي على أوكار الإرهاب بمفرده إذا تطلب الأمر.

منبج هي الهدف الأول. هناك مساعٍ للاتفاق مع الولايات المتحدة على صيغة لإنهاء وجود وحدات حماية الشعب في المدينة. سيكون من مصلحة الجميع حل هذا الأمر بالطرق الدبلوماسية. وهذا ما يمكن أن يمهد الطريق لحل مشكلة شرق الفرات في الوقت نفسه.

التحرك مع حكومة بغداد بشأن الجبهة الجديدة المزمع فتحها في العراق ضد حزب العمال الكردستاني في سنجار وجبل قنديل، سيحول دون حدوث تعقيدات مع الجار.

وفي كل الأحوال، هناك مهمة شاقة وطريق طويل أمام تركيا في الجبهتين المذكورتين، على الصعيدين العسكري والدبلوماسي..

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس