سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد الإعلان عن تعيينه وزيرًا للخارجية الأمريكية، توجه مايك بومبيو للمرة الأولى إلى مقر الوزارة بعد ورود أنباء سيطرة تركيا على عفرين.

ليس من المعروف رسميًّا ما إذا كان هناك علاقة بين الأمرين، بيد أن مصادر تعرف بومبيو عن كثب تقول إن توقيت توجهه إلى مقر الوزارة ليس تصادفًا. فبومبيو من أكثر الشخصيات التي تشدد، في الإدارة الأمريكية، على فعل شيء ما لمواجهة النفوذ التركي في المنطقة.

وتنقل المصادر قول بومبيو لموظفي الوزارة، خلال زيارته، إن "الأمور لن تعود كما كانت في السابق. آن أوان التغيير الآن".

وهذا القول لا يتعلق فقط بسياسة أمريكا تجاه تركيا فقط، لكن من المؤكد أن بومبيو قاله وهو يفكر بقائمة المشاكل الخارجية، التي تحتل فيها تركيا مكانًا قريبًا من الصدارة.

ومع أن بومبيو لم يُعين بشكل رسمي بعد، إلا أنه أوقف منذ الآن بعض التعيينات الصادرة في الوزارة قبل ترشيحه.

الأسلوب السياسي لبومبيو في وزارة الخارجية سيظهر للمرة الأولى من خلال موقف الإدارة الأمريكية تجاه مسألة منبج.

هل هناك نص للاتفاق؟

أجرى ريكس تيلرسون، عندما كان وزيرًا، مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومع نظيره مولود جاوش أوغلو، أعلن الطرفان عقبها عن مبادئ توافقا عليها (تفاهم).

وبموجب التفاهم، كان من المقرر خروج وحدات حماية الشعب من منبج تحت إشراف أمريكي تركي مشترك، وتوجهها إلى شرق الفرات.

وينص التفاهم أيضًا على أن تحل عناصر محلية تضمنها تركيا محل وحدات حماية الشعب في مجلس منبج العسكري، الذي تأسس بضغوط أمريكية من أجل إدارة المدينة، وتضطلع تركيا والولايات المتحدة بدور بلدين ضامنين في المدينة.

ولولا إقالة تيلرسون من منصبه، لكان جاوش أوغلو سيتوجه إلى واشنطن مطلع الأسبوع الحالي من أجل تحديد تاريخ تنفيذ التفاهم. لكن ليس من الواضح ما ستكون الأمور عليه لأن بومبيو لم يستلم مهام منصبه رسميًّا، ولأن الإدارة الأمريكية تتصرف وكأنه ليس هناك تفاهم مع أنقرة.

وتؤكد مصادر في واشنطن إمكانية عقد اجتماع على مستوى رفيع بين مسؤولين من البلدين لبحث قضية منبج بشكل عاجل، في ظل احتمال تأخر تعيين بومبيو حتى أبريل/ نيسان القادم.

موقف الجنرالات

في الأثناء، يواصل القادة الميدانيون الأمريكيون في منبج توجيه رسائل إلى إدارة بلدهم مفادها أنهم "على استعداد للقتال في حال إطلاق النار على قواتهم".

الغالبية لا يعتقدون أن الأمور ستصل إلى هذه المرحلة في منبج، بيد أن العسكر ليس لديهم أسلوب آخر للكلام، بحسب ما تنقله المصادر.

يسعى القادة العسكريون إلى تعزيز رسائلهم هذه من خلال التذكير بما حدث في دير الزور، حين تعرضت قوات للنظام السوري لغارة أمريكية عند اقترابها من وحدات حماية الشعب في دير الزور.

ويستغرب بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية ضرب العسكر هذا المثل، ويقولون: "إذا كان هناك أمر يريد العسكر التلميح إليه بخصوص منبج، فعليهم أن يتذكروا بأن روسيا هي من تسيطر على الأجواء في منبج".

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس