ترك برس

قال بولنت أرنتش نائب رئيس الوزراء التركي: "كل شخص يحمل في يده سلاحاً يمارس به العنف، إرهابي ليس لما يقوم به أي مبرر أو عذر على الإطلاق، سواء أكان هذا الشخص مسلماً أو بوذياً فلا أهمية للعرق أو الدين حينئذ"، معرباً عن قلقه البالغ حيال تداعيات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي حسب تقرير لوكالة الأناضول، مساء أمس، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني في ولاية بورصا غربي تركيا، والتي أوضح فيها أن تداعيات الهجمات التي شهدتها باريس، قد تتسبب في حدوث توترات كبيرة تفوق الحدث نفسه.

واستطرد أرنتش قائلا: "لو تم بسبب هذه الأحداث استهداف المتدينيين في أوروبا، والمحجبات، وغيرهم من ذوي اللحى، وتم استهداف المساجد، فإن اضطرابات كبيرة قد تنجم عن ذلك، من شأنها أن تتسبب في صراع كبير. لذلك على السياسيين أن ينتبهوا إلى خطاباتهم، وعلى الإعلام أن يبتعد عن بث أي مواد من شأنها تأجيج الأمر".

وأعرب المسؤول التركي عن حزنه لسقوط ضحايا في هذا الحادث، مضيفا "بالطبع هذا حادث أليم للغاية، ندينه ونشجبه بشدة، ونحن كدولة عانت من ويلات الإرهاب، قد تعرضنا لحوادث مشابهة راح ضحيتها الكثير والكثير من الشباب والأطفال والنساء الأبرياء، قتلهم إرهابيون بدم بارد، فالإرهابيون يرتكبون جرائم بحق الإنسانية، وهم قطيع من القتلة تجب مواجهتهم بكل حزم".

وشدد أرنتش على أن "مواجهة الإرهاب، ليست بالعمل الذي يمكن أن تقوم به دولة بمفردها، بل هو عمل يتطلب مشاركة جماعية من كافة دول العالم"، لافتاً إلى أن هناك العديد من الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب مثل أفغانستان وباكستان والهند وبنغلاديش.

وأعرب المسؤول التركي عن استغرابه من عجز الأجهزة المعنية الفرنسية عن منع وقوع هذا الهجوم، مضيفا "كان ينبغي اتخاذ التدابير اللازمة حيال هذا، ففرنسا بأجهزتها الاستخباراتية، كان يمكن أن تتواصل مع دول أخرى، وتتعاون معها لتبادل المعلومات التي كان من شأنها المساهمة في التصدي لمثل هذه الأحداث قبل وقوعها".

وأوضح الناطق باسم الحكومة التركية، أن "مسألة تعريف مفهوم الإرهاب، تعتبر واحدة من المشاكل التي تواجه من ينادون  بضرورة مواجهة مشتركة للإرهاب في الولايات المتحدة وأوروبا والدول الغربية"، مبيناً أن "الإرهاب له تعريف محدد في نصوص اتفاقيات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.

وتابع أرنتش قائلا: "ولا ننسى أن الكثير من التنظيمات الإرهابية التي ترددت أسمائها على مسامعنا كثيرا في منطقة الشرق الأوسط، بدءً من القاعدة والنصرة، ونهاية بداعش، تنظيمات لها علاقات بالدول الأوروبية"، مؤكداً على أن تركيا لديها حساسية كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وتبذل قصارى جهدها لمنع وصول المحاربين الأجانب إلى تلك التنظيمات في سوريا.

ولفت إلى أن ما تشهده العديد من الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة من عداوة للأجانب، والمهاجرين، وتفشي ظاهرة الإسلام فوبيا بها، "أمور قد تكون أحد الأسباب الرئيسية لحدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!