سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

شهدت واشنطن في فبراير/ شباط الماضي حدثين هامين للغاية، ومرتبطين ببعضهما. منتصف الشهر أشرف وزير الخارجية المعيّن، مدير "سي آي إيه"، مايك بومبيو على عملية سرية جدًّا، وأدخل الولايات المتحدة ثلاثة من أهم مسؤولي الاستخبارات الروسية الممنوعين من الدخول إلى البلاد.

عقد مسؤولو "سي آي إيه" في مقر الوكالة اجتماعات على مدى ساعات طويلة مع نظرائهم الروس، وهم رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، ورئيس الاستخبارات الداخلية ألكساندر بارتنيكوف، ومسؤول في الاستخبارات العسكرية. الغريب في الأمر أن الخبر لم يرد في أي من وسائل الإعلام الكبرى آنذاك.

كان من المقرر أن تبقى العملية والاجتماعات سرية، لكن السيناتور الديمقراطي تشاك شومر سمع بالحادثة وسأل عنها فاضطرت الإدارة للكشف عن تفاصيلها.

مصادر موثوقة أخبرتني حينها أن الملف السوري والأوضاع في الشرق الأوسط كانت محور الاجتماعات المذكورة، وأن المجتمعين درسوا على الأخص كيفية التوصل إلى حل سياسي دون أن يواجه البلدان الأخطار القائمة في سوريا.

اجتماع جورج تاون

حدث آخر لم يأخذ نصيبه من اهتمام الإعلام المركزي، ووقع بعد عشرة أيام من الأول. زار مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط فيتالي نعومكين، واشنطن، وكانت الغاية من الزيارة الحديث عن السياسة الروسية في سوريا وكيفية إقامة تعاون بين موسكو وواشنطن.

اجتمعت النخب في أوساط السياسة الخارجية والأمن القومي بواشنطن في جامعة جورج تاون مع نعومكين، واستمعت لما تحدث عنه. أعد المشاركون في الاجتماع من جانب الإدارة الأمريكية، تقريرًا تضمن ما تحدث عنه نعومكين، مضافًا إليه خلاصة اجتماعات مسؤولي الاستخبارات الأمريكية والروسية قبل عشرة أيام، وقدموه إلى الرئيس دونالد ترامب.

بعد استلام ترامب التقرير المذكور اجتمع مع بومبيو، ثم استدعى مستشار الأمن القومي آنذاك هربرت مكماستر وأجرى بحضوره اتصالًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على مدى 45 دقيقة.

بناء على كل هذه التطورات، لا يبدو من الممكن أن تحدث مواجهة بين البلدين في حرب ساخنة على الأراضي السورية، في حال لم تقع بعض الحوادث غير المتوقعة.

ترامب يعيش أوقاتا عصيبة

من المفيد الإشارة إلى أن ترامب يعيش في الأوقات الحالية مشاعر مضطربة ومشاكل، تقف وراءها امرأتان.

الأولى مستشارته هوب هيكس، التي استقالت من مهامها، وكان سيد البيت الأبيض متعلق بها كثيرًا من الناحية العاطفية، فقد كانت تهدئه عندما تثور أعصابه وتساعده على اتخاذ قرارات أكثر اتزانًا.

أما الثانية، فهي الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، التي ادعت أنها مارست الجنس مع ترامب، وأن هذا الأخير أمر محاميه بدفع مبلغ من المال  لدانيالز حتى تتكتم على الحادثة قبل الانتخابات. الأمر الذي نفاه المحامي فرفعت دانيالز دعوى ضده وضد موكله.

مكتب التحقيقات الفيدارالي داهم منزل المحامي وصادر بعض الوثائق. ويُقال إن دانيالز ستتعاون مع "إف بي آي" في القضية، التي يبدو أنها ستثيرالكثير من المتاعب لترامب.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس