ترك برس

أثارت خطة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إرسال قوات عربية إلى الشمال السوري، جدلًا واسعًا بسبب تزامنها مع استعدادات تركية لشنّ عملية عسكرية لتطهير المنطقة من ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK).

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن اتصالات تجريها واشنطن مع دول خليجية من أجل المشاركة في هذه القوات ودعمها ماليًا، فضلاً عن اتصال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بمدير المخابرات المصري لإبلاغه بالخطة الأمريكية ومعرفة موقف القاهرة منها.

الكاتب السوري عبد الناصر العايد، يرى أن احتمال إرسال قوات عربية ضخمة بشكل واضح إلى سوريا غير وارد، وفق موقع "تلفزيون سوريا".

ويقول العايد إن وجود قوات من هذا النوع قد يقتصر على كونها جزء من تركيبة تحالف يقوده بولتن (مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد) لتحجيم إيران في سوريا والضغط على روسيا.

أما الباحث السوري سنان حتاحت، فيرى أن السعودية أبدت مبدئياً استعدادها لإرسال قوات إلى سوريا، ويتوقع أن ترافق الإمارات أي قوّات سعودية في حال تم إقرار هذا الخيار.

ويقول حتاحت إن صاحب مشروع إقناع القوى العربية بالانتشار شرقي الفرات جون بولتون، الذي لا يمكن تجاهل رؤيته في المشرق. فهو من أشرس السياسيين الأمريكيين عداوة ضد إيران، وفي ذات الوقت يؤمن بضرورة أن تتصدّى القوى المحلية لهذه المهمة ولا ضرر من أن تغرق المنطقة ببحر من الدماء، فهذه الطريقة الأولى لإصلاحها.

ورغم كل هذه المؤشرات القوية التي تدلّ على وجود قوات عربية على الأراضي السورية كبديل عن التواجد الأمريكي أو مرافق له، هناك من يقلل من هذا الاحتمال، فالباحث علي باكير يرى أن ترجيح إرسال مثل هذه القوات إلى سوريا في الوقت الراهن ضعيف جداً، إن لم يكن مستحيلاً.

وإذا كانت إيران ترى أن نشر مثل هذه القوات يستهدف تقويض وجودها العسكري في سوريا، فإن تركيا التي لم تبدِ رأيها بشكل واضح من الخطوة، لابدّ أن تنظر بريبة إلى نشر قوات عربية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكّل (YPG) عمودها الفقري.

ويرى العايد، احتمال وضع القوات العربية في مواجهة تركيا لن يكون وارداً، فالمشاركة المصرية لن تكون كبيرة وفعالة للوقوف بوجه الأتراك، ويضيف العايد إلى ذلك سبب آخر هو عدم رغبة واشنطن برفع يد وحدات حماية الشعب عن المنطقة الشمالية القريبة من الحدود التركية.

ويعتقد أن هذه القوات ستكون مهمتها في وادي الفرات جنوب شرق سوريا والحدود العراقية وسيبقى دور "الوحدات" في هذه المنطقة محجماً.

وفي نفس السياق قال باكير "في حال افترضنا أنه سيتم إرسال قوات، فإن الهدف المنشود من نشرها سيعتمد على المكان الذي ستتمركز به داخل سوريا، فإذا تمركزت قرب الحدود التركية فستفهم أنقرة على أن هذه القوات موجّهة ضدها.

أما إذا نشرت مثلاً في جنوب سوريا أو قرب التنف فقد تكون موجهة ضد الجانب الإيراني".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!