ترك برس

وسط استمرار الجدل في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة حول الانسحاب من سوريا، يطرح المحلل الأمريكي المتخصص في الشأن التركي، نيكولاس دانفورث، سؤالا حول الأسباب التي جعلت موسكو أكثر فاعلية من واشنطن في ممارسة نفوذها على أنقرة في سوريا.

ويقول دانفورث في مقال نشره معهد بيبارتيزان بوليسي سنتر، إن روسيا كانت مستعدة لاستخدام سياستها في سوريا كشكل من أشكال التأثير في تركيا، وتعديلها حيث تتطلب الظروف إما معاقبة أو مكافأة أنقرة. وعلى النقيض من ذلك، فإن واشنطن اتخذت قرارات بشأن سوريا تستند إلى أهداف لا علاقة لها بشكل كبير بتركيا.

ويوضخ دانفورث أن ما أجبر أنقرة على السعي إلى المصالحة مع موسكو بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية في خريف عام 2015، لم يكن الحاجة إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها موسكو، بل الاعتراف بأن تحقيق أهدافها في سوريا، ولا سيما وقف تقدم التنظيمات المرتبطة بتنظيم "بي كي كي" الذي تعده إرهابيا هناك، يتطلب موافقة روسية.

ويضيف أن موسكو كانت قادرة على ممارسة تأثيرها في أنقرة؛ لأنها كانت في موقف يمكنها من إحباط أهداف تركيا في سوريا من خلال إسقاط الطائرات التركية، ولأنها كانت على استعداد لمساعدة تركيا في تحقيق تلك الأهداف، حتى وإن أدى ذلك إلى تعقد علاقات موسكو مع شركائها الإيرانيين والأكراد في سوريا.  

وفي المقابل جعلت واشنطن علاقتها مع تركيا أولوية ثانوية في صياغة سياستها في سوريا. واتخذت الإدارات الأمريكية المتعاقبة قرار دعم وحدات حماية الشعب على أساس الرغبة في تحقيق انتصار سريع على داعش. ولم يكن تهدئة المخاوف التركية داخلا ضمن الاعتبارات الأمريكية.

ويختم المحلل الأمريكي مقاله بالقول بأنه مهما تكن سياسات العصا والجزرة الاقتصادية التي ترغب واشنطن في استخدامها مع أنقرة، فإن تأثيرها سيكون محدودا فى العلاقات الأمريكية  التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!