فؤاد بول – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تمر تركيا بفترة عصيبة جدًّا، إلى درجة أن قادة البلد أدركوا خطورة الوضع، واتخذوا قرار التوجه إلى انتخابات مبكرة.

هناك مساعٍ لتطبيق المؤامرة، التي حيكت ضد الدولة العثمانية مطلع القرن الماضي، ضد تركيا هذه المرة. السبب واضح: يعتبر الغرب ما تفعله تركيا تجاوزًا للحدود، وهذا يخيف البلدان الغربية.

يخشون أن تصبح تركيا قوة إقليمية وحتى دولية، وأن تقف في مواجهتهم. لأن الدور الذي رسموه لها يتمثل بأن تكون "تابعة" لهم.

على تركيا أن تلتزم بما يطلبه منها "أصدقاؤها الغربيون" (!) وألا تتجاوز أبدًا الحدود المرسومة لها. يريدون لها أن تبقى بلدًا تُرسم له، ولا يرسم بنفسه السياسات.

بعد كل التجارب الأليمة حطمت تركيا الأغلال التي أوثقتها، ونهضت رغم أنف "أصدقائها المعهودين". عملت وتعمل ما يلزم كدولة تقف في موقف الند للند تجاه نظرائها.

إذا لاحظتم فإن قادة تركيا أثبتوا إدراكهم لدور مراكز الوصاية في الداخل، والداعمين لهذه المراكز في الخارج. من الواضح أن الخارج يبحث له عن شركاء في الداخل، وكلاهما يتبعان سياسة مبنية على معاداة طيب أردوغان.

صديقتنا وحليفتنا (!) أوروبا.. لا يسمح أي بلد فيها للرئيس التركي ووزرائه بتنظيم فعاليات انتخابية سواء في الهواء الطلق أو في الصالات.

ولا بد أن هذا العداء المرضي في الخارج سرى إلى طائفة من السياسيين في الداخل، إلى درجة أن هؤلاء أيضًا بنوا سياساتهم على العداء لأردوغان.

سعوا إلى إيجاد "مرشح مشترك" في مواجهة أردوغان، وعندما فشلوا لجأوا إلى تأسيس تحالف فيما بينهم، وهم يحملون العداء نفسه للرئيس التركي.

بل إنهم سعوا لتشكيل "قوة وطنية" مزعومة، وهم يقولون "ليرحل أردوغان" وليكن ما يكون.

"القوة الوطنية" تأسست في فترة من الفترات ضد أعداء البلاد. فهل هناك فائدة ترجى من اعتبار االخصوم السياسيين أعداء، ومن تفتيت المجتمع؟ هل هناك معنى آخر لهذا الحال سوى دعم الأعداء الحقيقيين؟

حاولوا تفتيت تركيا من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة، لم ينجحوا لكنهم لا يتوقفون عند حد. يلجؤون إلى كافة أنواع الغدر والخسة بهدف تقسيم بلادنا والإيقاع بيننا.

نصيحتي لجميع السياسيين مهما كانت توجهاتهم: شعبنا يريد الأمان والوحدة والأخوة، ولن يتساهل مع الساعين إلى تقسيم المجتمع وتهميش شرائح منه، وإثارة العداوات.

عن الكاتب

فؤاد بول

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس