ترك برس - الأناضول

بات مركز "ديانات أمريكا" بولاية ميريلاند شرقي الولايات المتحدة، واحدا من أبرز وجهات المسلمين خلال شهر رمضان.

ويتوافد على المركز مئات المصلين ليس فقط للصلاة، بل أيضا لحضور دروس دينية يقدمها عدد من الشيوخ الذين يحاضرون فيه خلال الشهر الفضيل، وكذا عدد من الأنشطة التي يخصصها للنساء والأطفال.

وافتتح مركز "ديانات" في 2 أبريل/نيسان 2016، من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ يعد هذا المركز أكبر المساجد مساحة في أمريكا الشمالية، كما أنه الوحيد في الولايات المتحدة الذي يضم مئذنتين.

ويعتبر هذا المركز أكبر مجمع إسلامي تركي في الولايات المتحدة، إذ يضم إلى جانب المسجد، مركزا ثقافيا، وعددا من المنشآت الترفيهية.

ويعكس المسجد بعارضاته الرخامية وألواحه الزجاجية والخطوط المرصعة بحروف من ذهب، العصر الذهبي للعمارة العثمانية.

ويتربع "ديانات" على مساحة قدرها 1879 مترا مربعا، ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مصل، ويضم مكتبة إسلامية، وقاعتين للاستقبال والمؤتمرات.

"ديانات" الذي تعتليه مئذنتان، يحوي دوره السفلي متحفا للآثار والتحف الإسلامية، وتبلغ مساحته 300 متر مربع.

وفي حديث للاناضول، يقول أحمد أيديلاك، الأمين العام لـ"ديانات"، إن "المركز هدية تركية إلى الأمة الإسلامية والمسلمين في الولايات المتحدة".

ونوّه أيديلاك، بالدور الذي تلعبه الحكومة التركية في ضمان استمرارية هذا المركز.

**أنشطة رمضان

خلال رمضان الجاري، اقترح المركز عددا من الأنشطة المتنوعة، للبالغين والنساء وكذا الأطفال، يستفيد منها عدد كبير من مسلمي منطقة "واشنطن الكبرى" (التي تضم واشنطن وفرجينيا وميريلاند) بشكل يومي.

وتقام في المركز، دروس دينية قبل موعد الإفطار.

وتعد سلسلة "متحدثي السبت"، من أبرز الدروس الدينية التي تقدم خلال رمضان، ويشرف عليها عدد من المفكرين الإسلاميين في الولايات المتحدة، نهاية كل أسبوع.

وفي 26 مايو/أيار الماضي، قدم الداعية الأمريكي الشهير يوسف استيس، درسا دينيا، ثم تلاه درس ديني آخر للشيخ مصطفى كفاح في 2 يونيو/حزيران الجاري، كما ينتظر أن يقدم الداعية الأمريكي محمد مجيد، درسا آخر في التاسع من الشهر الجاري.

يتحدث الأمين العام لمركز "ديانات"، عن الأنشطة التي يقوم بها المركز خلال رمضان، موضحاً أن "الهدف من هذه الأنشطة هو خدمة المسلمين خلال أقدس أشهرهم في السنة".

ويقول أيديلاك، إن "المركز عمل خلال السنوات الثلاث الماضية، على القيام بعدد من الأنشطة خلال رمضان، كإقامة مآدب الإفطار والصلوات".

بالإضافة إلى "دروس دينية تلقيها عدد من الشخصيات المعروفة في الأوساط الإسلامية بالولايات المتحدة خلال كل يوم سبت في الساعة السادسة مساء وتتواصل هذه الدروس أيضا بعد الإفطار".

وإلى جانب ذلك، قام المركز بدعوة رجال دين من ديانات أخرى ومسؤولين حكوميين وأعضاء في الكونغرس إلى موائد الإفطار التي يقيمها، فضلا عن مشاركة عدد من السياسيين الأتراك الذين يزورون الولايات المتحدة.

أما بخصوص الأنشطة الموجهة للأطفال والمراهقين، فيوضح أيديلاك، أن هذه الأنشطة "تهدف إلى خلق نوع من التفاعل فيما بين الأطفال، من خلال حكي القصص، وتقديم المعلومات الدينية بطريقة مبسطة".

ويضيف "خلال نهار شهر رمضان لا نقوم بالكثير من الأنشطة، بالنظر إلى الصيام، حيث عدد القادمين إلى المركز يكون قليلا، ولهذا فأغلب الأنشطة تكون في المساء ونهاية الأسبوع".

ويشير المتحدث ذاته، إلى "تنظيم برنامج خاص في ليلة القدر، إذ ستقدم دروس دينية، وستقام حملة لجمع التبرعات".

ويتجمع حول موائد الإفطار في "ديانات" عدد كبير من المسلمين، سواء كانوا من المهاجرين، أو الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام.

 **حوار بين الأديان

يحاول مركز "ديانات" أن يلعب دورا مركزيا في الترويج للحوار بين الأديان في الولايات المتحدة، فهو منفتح على باقي الأديان، ويقول الأمين العام للمركز: "نفتح حوارا مع الديانات الأخرى، خصوصا أهل الكتاب، من النصارى واليهود".

ويرى أيديلاك أن "هناك عدد من الأوجه المشتركة فيما بيننا (أتباع الديانات الثلاثة)، وأعتقد أن أوجه التشابه أكبر من الاختلاف، ونحن نعمل على تطوير ذلك"، مضيفا "نقوم بتمثيل الإسلام الذي يقبل التعايش مع باقي الأديان".

**مساهمة الحكومة التركية

مولت الحكومة التركية مشروع بناء المركز الذي بدأت الأشغال فيه سنة 2011، قبل أن يفتتحه الرئيس أردوغان سنة 2016.

ويقول أيديلاك في هذا الصدد "نحن فخورون أن الحكومة التركية قامت بتمويل هذا المركز، وقدمت هذه الهدية للمسلمين الأمريكيين".

ويكشف الأمين العام، أنه حتى بعد بنائه لا تزال الحكومة التركية تقدم الدعم المالي للمركز.

واستدرك: "لكننا نحاول أن نكون أكثر استقلالا من الناحية المالية من خلال الحصول على أجر رمزي مقابل عدد من الخدمات، مثل خدمات المركز الرياضي وكراء 11 بيتا تابعا للمركز، وكذا كراء المركز الثقافي لمختلف الأنشطة".

أما فيما يتعلق بدوره في محاربة التشدد، فيؤكد أيديلاك، أن المركز حريص على محاربة هذه الأفكار المتطرفة، ويقوم بالترويج للإسلام المعتدل.

ويضيف "نحن حريصون على ألا يكون هناك أي مكان للأفكار المتطرفة في المركز، ونقدم الخطب من أئمة يعينون تحت إشراف الحكومة التركية، كما أننا دقيقون في اختيار من يلقي الدروس الدينية، إذ نقوم باختيار من لديهم نفس أفكارنا ولا يتبنون أفكارا متطرفة".

 **أنشطة متنوعة

يقول يوسف المغربي، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة قبل عام :"زرت المركز عدة مرات، وأنا جد معجب بالأنشطة والخدمات التي يقدمها سواء في رمضان أو غيره من أشهر السنة".

ويضيف للأناضول "رغم أن المركز بعيد عن المنطقة التي أقطن فيه وكذا مقر عملي في فيرجينيا، فأنا حريص على القدوم إليه بشكل مستمر".

ويشير المهاجر المغربي، إلى أنه لا يأتي فقط من أجل الصلاة أو حضور الدروس الدينية، وإنما أيضا لقاعة الرياضة المتواجدة في المركز، وكذا حمام السباحة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!